د فاضل عبد الفتاح يكتب: استخدام الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين كطريقة حفظ الأسماك

باحث بقسم الرقابة الصحية علي الأغذية – قسم الرقابة الصحية علي الأغذية- مركز البحوث الزراعية- مصر

تعتبر الأسماك من المصادر الأساسية للبروتينات والأحماض الدهنية الأساسية التي تسهم في تحسين صحة الإنسان. ولكن لضمان استفادة الإنسان القصوى من هذه المصادر الغذائية، يجب أن تكون لحوم الأسماك ذات جودة عالية.

تتأثر جودة لحوم الأسماك بعدد من العوامل بدءًا من طريقة الصيد والتخزين وصولاً إلى طريقة التحضير.

المعايير المميزة لجودة لحوم الأسماك

تتعدد المعايير التي تحدد جودة لحوم الأسماك، أبرزها:

• الطراوة: يجب أن تكون لحوم الأسماك طازجة وطريّة عند اللمس.

يمكن تقييم الطراوة من خلال فحص اللحم الذي يجب أن يعود إلى حالته الأصلية بعد الضغط عليه.

• الرائحة: تعتبر الرائحة من العوامل المهمة في تقييم جودة السمك.

اللحوم الطازجة تتمتع برائحة بحرية خفيفة، بينما تشير الرائحة القوية وغير الطبيعية إلى تدهور جودة اللحم.

• اللون: يتفاوت لون لحوم الأسماك بحسب نوعها. على سبيل المثال، الأسماك مثل السلمون تتمتع بلون وردي أو برتقالي، بينما تكون لحوم الأسماك البيضاء أكثر بياضًا. أي تغير غير طبيعي في اللون يمكن أن يشير إلى فساد السمك.
• الصلابة: اللحم الجيد يجب أن يكون صلبًا لكن مرنًا، لا يترك آثارًا بعد الضغط عليه. الأسماك التي لا تُظهر هذا السلوك غالبًا ما تكون قديمة.

العوامل المؤثرة في جودة لحوم الأسماك:

• طريقة الصيد: الأسماك التي يتم صيدها باستخدام طرق غير ملوثة أو التي يتم صيدها في بيئات صحية غالبًا ما تكون أكثر جودة. كما أن الأسماك التي يتم صيدها في الأعماق أو في البحر المفتوح تحتوي على لحوم أكثر جودة من تلك التي يتم تربيتها في المزارع.
• التخزين والنقل: من المهم أن تُحفظ الأسماك في ظروف باردة فور صيدها، حيث إن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تدهور سريع في جودتها. يجب أن تُنقل الأسماك بطرق تمنع تلوثها وتحافظ على حالتها.
• الوقت بين الصيد والاستهلاك: كلما مر وقت أطول بين صيد السمك واستهلاكه، تزداد فرص تدهور جودته. الأسماك الطازجة لها قيمة غذائية أعلى وطعم أفضل.

الفوائد الغذائية للأسماك:

تعتبر الأسماك مصدرًا غنيًا بالبروتينات، الفيتامينات، والمعادن. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي لحوم الأسماك على الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل أوميغا-3 التي تساهم في تحسين صحة القلب، دعم الجهاز العصبي، وتحسين مرونة الجلد.

مخاطر تناول لحوم الأسماك ذات الجودة المنخفضة:

• السموم والمواد الكيميائية: الأسماك ذات الجودة المنخفضة قد تحتوي على مستويات عالية من المواد الكيميائية الضارة مثل الزئبق أو المبيدات الحشرية، التي تضر بالصحة.
• الأمراض المعدية: الأسماك التي لا يتم تخزينها أو طهيها بشكل صحيح قد تحمل البكتيريا والطفيليات التي تسبب أمراضًا معوية خطيرة.

استخدام الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين كطريقة حفظ الاسماك:

إستخدمت المياه المعالجة كهربائيا بشكل كبير في السنوات الاخيرة كمطهر أو معقم آمن  في مجال صناعة اللحوم  وذلك لتحسين جودتها وسلامتها حيث يمكن استخدامها كبديل آمن للمطهرات الكيميائية  لاطالة فترة حفظ وصلاحية الاسماك .

ما هو الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين؟

الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين هو الماء الذي تم معالجة باستخدام جهاز كهربائي يتيح إضافة الكلور إلى المياه.

يعتمد هذا النظام على تحفيز عملية التحليل الكهربائي لمياه تحتوي عادة على أملاح، بحيث يتفاعل التيار الكهربائي مع هذه الأملاح لإنتاج الكلور (Cl2) بشكل طبيعي.

عملية التحليل الكهربائي تتضمن:

1. التحليل الكهربائي للماء: عند مرور التيار الكهربائي في الماء الذي يحتوي على أملاح (مثل كلوريد الصوديوم NaCl)، يحدث تفاعل في الأنود (القطب الموجب) والكاثود (القطب السالب) يؤدي إلى إنتاج غاز الكلور (Cl2) في القطب الموجب.
2. إضافة الكلور للماء: الكلور الناتج يتفاعل مع المياه، ويشكل حامض الهيبوكلوروس (HOCl) و أيونات الهيبوكلوريت (OCl−)، وهي مركبات فعالة جدًا في القضاء على البكتيريا والفيروسات والكائنات الدقيقة المسببة للأمراض.

فوائد الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين:

1. تعقيم المياه:

الكلور هو مادة معقمة فعالة يمكنها قتل أو تثبيط نمو البكتيريا والفيروسات والطحالب.

يساعد المعالجة الكهربائية بالكلورين في القضاء على الميكروبات الضارة في الماء بشكل فعال وبسرعة، مما يجعلها صالحة للاستهلاك الأدمي أو الاستخدام الصناعي.

2. تقليل المواد الكيميائية الضارة:

على عكس طرق معالجة المياه التقليدية باستخدام الكلور السائل أو المسحوق، فإن المعالجة الكهربائية تنتج الكلور بشكل مباشر أثناء العملية، مما يقلل من الحاجة لاستخدام كميات كبيرة من الكيماويات الصناعية. هذا يمكن أن يساعد في تقليل الآثار الجانبية التي قد تحدث عند زيادة مستويات الكلور.

3. اقتصادية وصديقة للبيئة:

تستخدم المعالجة الكهربائية الطاقة الكهربائية بشكل مباشر دون الحاجة إلى نقل أو تخزين مواد كيميائية ضارة. هذا يساهم في تقليل التكاليف والتأثيرات البيئية المرتبطة بالنقل والتخزين.

4. تحسين طعم ورائحة الماء:

بفضل التأثير التعقيمي للكلور، يمكن للمعالجة الكهربائية أن تساهم في تحسين طعم ورائحة الماء من خلال القضاء على الكائنات المسببة للرائحة غير المرغوب فيها.

5. سهولة الاستخدام:

تقنيات المعالجة الكهربائية سهلة التركيب والصيانة مقارنة ببعض طرق المعالجة المعقدة. تتطلب فقط وجود مصدر للطاقة ومعدات بسيطة نسبياً، مما يجعلها خيارًا مناسبًا لمعالجة المياه في العديد من الأماكن.

استخدامات الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين:

– التحلية: يمكن استخدام الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين في محطات التحلية لتحسين جودة المياه قبل توزيعها للاستهلاك الأدمي.

– الصناعات الغذائية والدوائية**: يستخدم هذا النوع من المياه في الصناعات التي تتطلب مياه نقية خالية من الملوثات الميكروبية.

– الزراعة: يمكن استخدام الماء المعالج بالكلورين في الري، حيث يساعد على تقليل الملوثات الحيوية في التربة.

– مياه الشرب**: يتم استخدام هذه التقنية لتطهير مياه الشرب في المناطق التي لا تتوفر فيها مصادر مضمونة لنقاء المياه.

التطبيق العملي لاستخدام الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين في حفظ الاسماك:

يتم غمر الاسماك في الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين بتركيزات مختلفة لعدد من الدقائق مع الفحص الميكروبيولوجي والكشف عن مدي كفاءة التعبير الجيني للميكروبات الضارة  قبل وبعد غمر الاسماك للمقارنة و لإثبات مدي فعالية هذه الطريقة كمطهر أو معقم أمن في مجال صناعة الأسماك لتحسين جودتها وسلامتها واستخدامها كبديل امن للمطهرات الكيميائية

الخلاصة:

الماء المعالج كهربائيًا بالكلورين يعد من الطرق الفعالة والآمنة لمعالجة المياه وحفظ اللحوم وتحسين جودتها. هذه التقنية توفر حلولاً اقتصادية وصديقة للبيئة للتطهير من الكائنات الدقيقة الضارة. ومع ذلك، من المهم مراقبة مستويات الكلور بعناية لضمان عدم التأثير السلبي على صحة الإنسان والبيئة.