ift

 د هاني هنداوي يكتب:خطوه نحو التكامل الإقتصادي المنشود لتوطين صناعة بيض المائدة في مصر 

مدير مصنع مدير مصنع الشركة المصرية لمنتجات البيض المبستر «إيبيك»- مدينة السادات – مصر

تسعى جميع الدول الى خلق وبناء كيانات اقتصاديه قويه تحقق فيها جميع الاطراف غايتها ويسعى فيها كل طرف لزياده وتحسين قدراته الانتاجيه التي هي اساس الاقتصاد ولكي يتحقق هذا لابد من بناء فكره التكامل بين حلقات الإنتاج (Forward & back integration) بل وبين قطاعات الانتاج المختلفه حيث اذا وجد التكامل انتفى تضارب المصالح  «Conflect Of interest» وهو الامر الذي يضمن تحقيق النمو والتوازن والاستمرار والاستدامه للجميع.

بناء قطاع صناعي قوي تكنولوجيا في بلد مثل مصر دون تهيئه المناخ المناسب للاستثمار في مجال توفير المواد الخام هو ازمه لهذا القطاع وهدر وتعطيل لهذا القطاع الصناعي بشكل عام.

فمثلا حين تريد الدوله التوسع في المجال الزراعي في الخضر والفاكهه بهدف توفير الاحتياج للاستهلاك الوطني او تصدير الفائض وتحقيق ميزه في الميزان التجاري او حجز مقعد في السوق العالمي لمنتج معين نظرا لتميز هذا البلد في انتاجه وجودته فانه لابد ان تسعى الدوله بشكل موازي تماما الى الاستثمار في مجال التصنيع الغذائي وانشاء مصانع لهذه المنتجات بهدف تصنيع هذه الكميات الفائضه وصونها من التلف واتاحه فرصه لمد  فتره صلاحيه اطول لهذه المنتجات وتحسين قيمتها الاقتصاديه .

ايضا تحسين القيمه التنافسيه لهذه المنتجات فضلا عن بقائها في الصوره الاولى ,وعليه ينبغي ايضا على الدوله بكل اجهزتها الاداريه والرقابيه ان تسعى لخلق التشريعات والقوانين التي تضمن وتحقق في المجمل هذا التكامل الاقتصادي وتحقيق المنفعه لكل حلقات الانتاج كما تضمن تنافسيه المنتج النهائي عالميا وذلك بهدف تحقيق اكبر عائد اقتصادي للدوله.

ان رجال الاعمال والاستثمار في كل عصر ومكان لا يمكن دفعهم الى الاستثمار في مجال معين وانما يتم جذبهم لهذا المجال عن طريق وضع رؤيه واثبات جدوى هذه الرؤيه من خلال معايير واضحه لجميع الاطراف الفاعله فيها وبناء عليه ينعم كل الاطراف بالنجاح .(مثال استراتيجيه المملكه العربيه السعوديه للنمو والاستدامه  2030) بناء على كل ما ذكر كمقدمه للعنوان الذي اردت التحدث عنه وهو كيفيه تحقيق التكامل الاقتصادي في انتاج بيض المائده في جمهوريه مصر العربيه بدايه من هذه الازمه في 2025

كيفية النهوض بصناعة بيض المائدة

احاول من خلال هذه  السطور القليله  ان اكتب روشته علاج يعتقد فعاليتها على الاقل من منظور خبرتي في المجال لفتره 19 عام والتي تهدف الى  ان تساعد في:-

اولا – زياده عدد مزارع البياض المنتجه في جمهوريه مصر العربيه

ثانيا – حدوث استقرار في سعر طبق البيض المخصص للمائده

ثالثا-  تحقيق فائض انتاج يمكن استغلاله في مجال التصدير

رابعا – زياده تنافسيه المنتج المصري

خامسا-  تحقيق المنفعه الشامله لكل حلقات الانتاج من مزارع منتجه ومصانع تصنيع غذائي وتجار وموزعين والدوله كطرف أخير.

التحديات التي تواجه حلقه الانتاج الاولى وهي مزارع البياض

1-  تذبذب  اسعار البيض في البيع وخضوعها  للعرض والطلب المتغير صيفا وشتاء

– 2-  قصر عمر المنتج وتلفه حاله عدم البيع فور الانتاج خصوصا خلال موسم الصيف

3-  لزوم تخزينه في ثلاجات تبريد حاله عدم امكانيه بيعه حفاظا عليه وهو يعد اضافه تكلفه على السعر.

ولكن من الجدير بالذكر ان مصر تملك قلعه صناعيه في مجال التصنيع الغذائي لهذا المنتج وهي عباره عن مجموعه من المصانع الحديثه في التكنولوجيا والتي تمتلك القدره على تحويل هذه الماده الخام الى صوره منتجات البيض المبستر.

تحويل البيض الى  بيض مبستر في صور عديده منها بياض البيض وصفار البيض والبيض الكامل ومنتجات البيض المملحه ومنتجات البيض المضاف اليها سكر .

تعتبر هذه المصانع حلقه من حلقات الانتاج وقيمه مضافه الى المنتج من خلال ما تقوم به من اطاله فتره صلاحيته وتحسين قيمته الاقتصاديه الا ان هذه المصانع لا تزال تواجه تحديات وهو شراء البيض الخام او بيض المائده بسعر متغير بناء على بورصه تسعير يومي طبقا لاليات العرض والطلب فيكون احيانا السعر في مصلحه المزارع واحيانا يكون السعر في غير صالحه فضلا عن انحصار هامش الربح للمصانع لكون سعر الشراء معلوم للعملاء الذين يقومون بشراء منتجاتها النهائيه من البيض المبستر وتكلفه التصنيع ايضا معلومه بالتقريب.

وعليه لا ترغب هذه المصانع في الشراء بنظام التعاقدات المنتظمه او الثابته  وعليه تحول السوق الى صراع بين المنتج وبين ادارات المشتريات لهذه المصانع وبين جهاز البورصه او اتحاد منتجى الدواجن الذي يتحكم في اليات التسعير يوميا وكل يريد الحصول على اكبر مميزات لمصالحه ومن هنا يتولد الاحتياج الضروري الى استراتيجيه شامله تحقق التكامل بين كل هذه الاطراف وبعضها البعض .

الخطوات المقترح تنفيذها

أولا –  استحداث تشريع غذائي يلزم قطاع الصناعات الغذائيه والفنادق والمستشفيات والمنشات السياحيه باستخدام منتجات البيض المبستر كبديل امن غذائيا لبيض المائده ثانيا –  تاسيس شركه مساهمه تابعه لاتحاد الدواجن يدخل فيها كل منتجين بيض المائده في جمهوريه مصر العربيه تقوم هذه الشركه بعده انشطه منها على سبيل المثال

أولا تحديد سعر طبق البيض يوميا بناء على التكلفه الفعليه في قطاع الانتاج وليس لحساب مزرعه معينه او منتج معين مهما كان حجمه

ثانيا شراء بيض المائده من المزارعين او من المنتجين بناء على رغبتهم واعاده توزيعه او طرحه في المجمعات الاستهلاكيه والمنافذ الخاصه لهذه الشركه

ثالثا-  تقوم هذه الشركه بتصنيع الفائض من بيض المائده وتحويله الى منتج بيض مبستر وتتولى مسؤوليه تصديره او بيعه على ان يكون لكل مزارع / منتج نصيب  في حصه ارباح هذه المبيعات النهائيه من منتجات البيض المبستر لانه ساهم في راس المال  وهذا قياسا على ما قام به اتحاد المنتجين  في هولندا في مجال البطاطس فلماذا لا ناخذ هذا المثال الناجح لتحقيق الاستقرار في الصناعه والإنتاج وللقضاء على الحلقات الوسيطه كما نوة لذالك معالى دولة رئيس الوزراء د/ مصطفى مدبولى خلال  حديثه عن الازمه الا ان خطابة لم يتضمن عن طرق العلاج .

Comments are closed.