يُعد الفطام من العمليات الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على خصائص حيوانات اللحم، مثل القيمة التربوية للأبقار، الخصوبة، كفاءة استغلال الغذاء، وجودة اللحوم الناتجة، حيث يساهم فطام العجول في تخفيف الأعباء الملقاة على الأبقار، ويسمح لها بتحويل الغذاء الذي كان يُستخدم لإنتاج الحليب لإرضاع العجل إلى أغراض أخرى داخل الجسم.
متى يتم فطام عجل الجاموس؟
تؤثر حالة الجسم لدى الأبقار بشكل كبير على خصوبتها، وعلى معدل الولادات وحالتها، وكذلك على الفترة الزمنية بين كل ولادتين. الأبقار التي تتمتع بحالة جسم جيدة عند الولادة تتميز بإنتاج مرتفع من الحليب، مما يوفر كميات غذائية كافية للعجل، ما يساعده على النمو بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تصل هذه الأبقار إلى مرحلة التبويض (الشياع) بسرعة بعد الولادة.
في مزارع إنتاج اللحوم، غالبًا ما يتم فطام العجول عند عمر يتراوح بين 6 و7 أشهر من الولادة. ولكن قد يتأخر الفطام حتى يصل العجل إلى عمر 8–10 أشهر، ويتحدد ذلك بناءً على حالة الأم والعجل معًا. أما الأبقار منخفضة الإنتاج أو قليلة الحليب، فيتم فطام العجول منها في وقت مبكر قد يصل إلى حوالي 8 أسابيع. في مثل هذه الحالات، من الضروري توفير غذاء عالي الجودة للعجول يحتوي على عناصر غذائية غنية وسهلة الهضم مع نسبة مرتفعة من البروتين. كما يتم تجفيف هذه الأبقار سريعًا لتحسين حالتها الجسمية، مما يساعد على تعزيز النشاط التناسلي وزيادة إنتاج الضرع للحليب في الموسم القادم.
وفي بعض الحالات، يمكن فطام العجول عند عمر 4 أشهر، وهو خيار أفضل مقارنة بالفطام المبكر جدًا، حيث يكون الجهاز الهضمي في هذه المرحلة قد تطور بشكل معتدل، مما يمنح العجل القدرة على تناول مجموعة متنوعة من الأغذية.

عمر فطام عجل الجاموس
يتحدد عمر الفطام بحسب مجموعة من العوامل التي تشمل:
1. وفرة الغذاء: عند توفر غذاء جيد ومناسب، يمكن للأبقار الاستمرار في إنتاج الحليب لإرضاع صغارها دون التأثير على حالتها الجسدية. أما في حالات نقص الغذاء، يتم اللجوء إلى فطام العجول في وقت مبكر وتجفيف الأبقار للحفاظ على حالتها الصحية.
2. عمر وحالة الأبقار الصحية: تعتبر الحالة الصحية والجسمية للأبقار عاملًا أساسيًا في نجاح الإنتاج. الأبقار الصغيرة التي تلد لأول مرة وكذلك تلك المتقدمة في العمر تواجه عادةً صعوبة في استعادة التبويض سريعًا بعد الولادة. لذلك، يُلجأ إلى فطام العجول مبكرًا لتحسين الحالة الجسدية والتناسلية للأبقار وضمان عودتها السريعة للتبويض.
3. نوع الإنتاج: إذا كان الهدف من التربية هو بيع العجول بعد الفطام، فقد يتم تأخير عملية الفطام إلى عمر يصل حوالي 10 أشهر، بشرط توفر تغذية جيدة للأبقار للحفاظ على حالتها الصحية. أما إذا كان الهدف هو إنتاج أبقار عِشر (حامل)، فيتم فطام العجول مبكرًا مع التركيز على تغذية الأبقار لضمان حالتها الجسمية الممتازة، مما يعزز قيمتها عند البيع.
حالة عجلات الإحلال: إذا تم تسمين العجلات بشكل مبكر (في عمر 5-7 أشهر)، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون بكثرة في أجسامها، خاصة في منطقة الضرع، مما يؤثر سلبًا على إنتاج الحليب بعد الولادة. هذا يعود إلى زيادة الأنسجة الدهنية في الضرع مقارنة بالخلايا المسؤولة عن إفراز الحليب.
طرق فطام العجول
أحواش الفطام
تعتبر هذه الطريقة من الأكثر تكلفة، إلا أن لها العديد من المميزات:
– العجول تتأقلم بسرعة مع الأحواش، مما يقلل من مشاكل الإسكان بعد الفطام.
– تساعد العجول على الاعتماد على نفسها في تناول الغذاء.
– تواجد العجول المفطومة معًا في حوش واحد يمنحها شعورًا بالانتماء للقطيع، مما يقلل من الإجهاد الناتج عن عملية الفطام.
– تسهّل الرعاية والتعامل مع العجول.
وتُعد هذه الأحواش جزءًا منفصلًا بجوار مساكن الحيوانات وتعمل ضمن برنامج رعاية مكثف يستمر لحوالي 14 يومًا، حيث يتم مراقبة تناول الغذاء والماء وحتى تعود العجول على التغذية الذاتية. يتطلب هذا توفير أغذية عالية الجودة مثل الدريس الجيد والأعلاف الخضراء أو السيلاج، مع توافر مصدر ماء نظيف بشكل دائم، وينبغي أن يُقدم الغذاء حتى حد الشبع.
الفصل التام المفاجئ عن الأم
تستخدم هذه الطريقة عادةً في مزارع التسمين، إذ يتم فصل الأمهات فجأة عن العجول ونقلها بعيدًا بحيث لا تستطيع العجول الوصول إليها نهائيًا. ينتج عن ذلك تعرض الأبقار والعجول لإجهاد كبير.
الفصل التدريجي عن الأم
يتم هنا فصل العجول تدريجيًا عن الأمهات، حيث تخرج الأبقار للرعي بينما تُترك العجول في المسكن. بعد العودة، تُرضع العجول لفترة قصيرة، ثم تُبعد الأبقار تدريجيًا لفترات أطول، مع توفير أغذية جيدة أمام العجول لتعتاد على الغذاء. تستمر هذه العملية إلى أن تتم عملية الفطام دون إجهاد للأمهات أو العجول. يُفضل أن تبقى بعض الأبقار الجافة برفقة العجول لتجنب شعور القلق أثناء غياب الأمهات.
الفطام البطيء
الفطام البطيء يتم بصورة تدريجية مما يقلل من الإجهاد على الأبقار والعجول. عند وصول العجول إلى سن الفطام، يُوضع علف عالي الجودة خارج أحواش الأبقار ويُخصص سياج يسمح بدخول وخروج العجول الصغيرة فقط. يؤدي هذا إلى ابتعاد العجول تدريجيًا عن الأمهات واعتيادها على تناول الأغذية المعتادة، مما يسهم في تطور الجهاز الهضمي لها. لاحقًا، يتم نقل العجول والأبقار إلى أحواش منفصلة بيسر دون أي مشكلات.
نظام أحواش الفطام يُعد الأفضل، حيث تنتج العجول أوزانًا جيدة بعد الفطام مع تقليل الإصابة بالأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسي. ولكي تكون الأحواش فعّالة، ينبغي مراعاة ما يلي:
– بناء الأحواش بمساحات مناسبة لأعداد العجول مع توفير مصدر دائم ونظيف لمياه الشرب.
– تخصيص مساحة 4 أمتار مربعة لكل عجل، حيث يكون متوسط وزن العجل عند الفطام بين 180 و240 كجم.
– توفير أغذية جيدة تحتوي على نسبة بروتين لا تقل عن 12% كالسيلاج أو الأعلاف الخضراء، مع تقديم الغذاء حتى الشبع.
– ضمان نظافة الأحواش وجفافها وتهويتها الجيدة مع وضع العجول لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام فيها.
– تغطية أرضية الأحواش بطبقة كاوتش مع وجود ميل خفيف في أحد الجوانب لتصريف المياه بسهولة.
Comments are closed.