بقلم الدكتورة رحاب عبدالعزيز – باحث اول امراض الاسماك معهد بحوث الصحة الحيوانية المعمل الفرعى بالاسكندرية
مركز البحوث الزراعية – مصر
يعد الاستزراع السمكى من اهم توجهات الدولة المصرية فى الاونه الحديثة لما له من اهمية بالغة فى سد الفجوة الغذائية التى يتعرض لها العالم اجمع وذلك لانه يحقق المعادلة الصعبه من حيث توفير مصدر غذائى عالى البروتين مقابل تكلفه اقل بالنسبة لمصادر البروتين الاخرى.
ولهذه الاسباب قامت الدولة المصرية بانشاء العديد من مشروعات الاستزراع السمكي التى تخدم هذا الهدف والتى تم تنفيذها طبقا للمواصفات العالمية مثل: مشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون بمحافظة كفرالشيخ – مشروع الفيروز للاستزراع السمكى ببورسعيد ومشروع الاستزراع السمكى بقناة السويس وغيرها من المشاريع التى تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الاستزراع السمكى بل والتصدير للخارج مما يدعم الاقتصاد المصرى .
توجهت الدولة المصرية الى استزراع انواع وافدة من الاسماك والتى لاقت استحسان بالغ فى الاسواق المصرية مثل سمكة الباسا والتى وفدت من جنوب شرق اسيا واستزرعت فى مصر بنجاح بل ويتم تفريخها داخل الاراضى المصرية حاليا وبنجاح .
وتعد هذه الاسماك من الاسماك شديدة التحمل للظروف البيئية الشديدة مثل ارتفاع درجات الحرارة فبيئتها الاستوائية ساعدتها على ذلك وتعد هذه ميزة كبيره فى ظل تراكم التغيرات المناخيه العديده على مر الازمنة كنتيجة لاحتباس الغازات الدفيئة المنبعثة من النشاطات الضارة للانسان على مر العصور
مما ادى الى الاحتباس الحرارى وتغير درجات الحرارة على مدار العام والتغير النمطى فى فصول السنة الاربعة المصحوب بتغير فى كمية الامطار وفى نمط الرياح وايضا تغير منسوب المياه والذى كان له بالغ الاثر فى المزارع السمكية حيث ادت قلة منسوب المياه العذبة الى تغير فى كمية المياه الموجهة للاستزراع السمكى .
كما اثرت التغيرات المناخية ايضا على معايير المياه فمثلا ارتفاع درجة حرارة الماء والذى ادى بدورة لظهور انواع من الميكروبات المحبة للحرارة المرتفعة والتى تسبب الامراض للاسماك وتؤدى ايضا الى نقص الاوكسجين الذائب فى الماء مما يؤثر سلبا على الصحة العامة للاسماك المستزرعة ويؤدى الى
الاجهاد الحرارى كما يؤثر ايضا على الاعلاف المستخدمة فى التغذية حيث يؤدى الاجهاد الحادث للاسماك الى فقدان الشهية بل وفى بعض الأوقات التوقف عن الطعام مما يؤدى الى تراكم الاعلاف فى القاع .
حيث يؤدى تحللها الى مشاكل بالغة وتغيرات كبيرة فى معايير المياه وايضا يؤدى الى ظهور ارتفاع شديد للامونيا والتى تعد من اخطر المشاكل التى توجد فى المزراع السمكية حيث انها تؤدى الى نفوق الاسماك المفاجىء حيث انه غاز ليس له لون يوجد فى صورتين الامونيا المتاينه والامونيا الغير متاينه وهى الحره ومعا يطلق عليهما الامونيا الكلية والتى تعتمد بصفة خاصة على درجة الحرارة والاس الهيدروجينى للمياه .
كلما زادت درجة الحرارة تزداد سمية الامونيا فى الماء مما يؤدى الى صعوبة التنفس فى الاسماك ومحاولتها للصعود نحو السطح ويسيطر عليها البطىء الشديد فى الحركة واحمرار لون الخياشيم وقد يؤدى الى النفوق فلابد من مواجهة التغيرات المناخية بالطرق العلمية وبادخال سلالات جديدة من الاسماك المقاومة للتغيرات المناخية وتغذية الاسماك التغذية الصحيحة مع الاخذ فى الاعتبار درجات الحرارة ومتابعة حالة الاسماك الصحية بصفة دورية وتفعيل اجراءات الامان الحيوى فى المزارع السمكية لما لها من اهمية بالغة.
Comments are closed.