باحث – المعمل القومى للرقابة على الانتاج الداجنى – معهد بحوث الصحة الحيوانية
الدواجن لها اهمية كبيرة فى التغذية و الاقتصاد اذ تعتبر بديلا للحوم الحمراء خاصة فى الدول التى تفتقر الى المراعى كما انها بديل اقتصادى جيد لدى المستهلكين لذا فان الدواجن تعد مصدرا من مصادر الثروة للمستثمرين سواء فى قطاع الانتاج الحيوانى للدواجن او فى قطاع التجارة الغذائية للحوم الدواجن وبيض المائدة الذى يدخل فى صناعة الحلوى كما يدخل فى وجبات المستهلكين بالبيوت و المستشفيات.
ومن هذه الأهمية الاقتصادية و الغذائية فمن الضرورة الاهتمام بصحة الدواجن وخلوها من الامراض التى تسبب مخاطر صحية و اقتصادية مما يسبب مخاطر اقتصادية على صناعة الدواجن من تعرضها لانخفاض الانتاج لبيض المائدة أو نفوق الكثير من الطيور التى تمثل خسارة مالية مباشرة لمربيها من المستثمرين.
ومع ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ تبدأ مجموعة من الامراض الموسمية فى الظهور لذا لابد من ملاحظة هذه الامراض و الاستعداد لها سواء بالتحصين او العلاج ولابد من دراسة التغير المناخى الذى اثر سلبا على الثروة الداجنة.
حيث ان ارتفاع درجة الحرارة يتسبب فى انخفاض معدلات النمو وضعف جودة اللحم و البيض و من الممكن ان يتسبب فى ظاهرة الاجهاد الحرارى وهو احد الامراض التى تصيب الدواجن عند الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة ويؤدى ذلك الى نفوق نسبة كبيرة من العنبر.
ولذلك يجب على مربي الدواجن أن يهتم بتهيئة البيئة المناسبة للقيام بعملية تربية الدواجن البيضاء في الصيف، ويجب مراعاة أن يكون مكان تواجد الدواجن بعيدا من بيئة المعيشة بحيث يجب أن تتناسب مساحة مكان تواجد الدواجن مع عدد الكتاكيت الموجودة بها، بمعدل يتراوح من 10 إلى 12 دجاجة بيضاء في المتر الواحد المربع، ومن 4 إلى 7 من الدجاج البياض.
و يجب أثناء تربية الدواجن البيضاء في الصيف أن يكون مكان تواجد الدواجن سواء عنبر أو مزرعة أو قفص على سطح المنزل أن يبني في مكان يصل إليه تهوية جيدة ويتواجد به نوافذ للتهوية حتى لا تتكاثر الكتاكيت في المكان مما يترتب عليه خسارتهم بسبب سوء التهوية وأيضا يجب تحضير التجهيزات اللازمة للقيام بعملية تربية الدواجن ورعايتها، مثل تحضير الفرشة التي نقوم بفرشها تحت الكتاكيت.
وهي غالبا تكون من التبن أو من نشارة الخشب، وهي تكون بعمق من 3 إلى 7 سم في الصيف، ومن 10 إلى 15 سم في الشتاء كما يجب تحضير العلبة المخصصة لوضع العلف بها، وتحضير المشارب أو المساقى التي يوضع بها الماء، ويجب الاهتمام بتحضير الإضاءة المناسبة حتى يكون المكان ملئ بالنور، حيث أن الإضاءة يجب أن تعمل 24 ساعة داخل القفص طوال فترة التربية، وفي حالة إذا كان مكان تواجد الدواجن يدخله الشمس طوال النهار، فيجب عدم تشغيل الإضاءة طوال النهار، حتى لا تشعر الكتاكيت بالحرارة الزائدة.
لذلك يجب أثناء تربية الدواجن البيضاء في الصيف أن تكون درجة الحرارة في مكان التربية عند وصول الكتاكيت على 33 درجة مئوية ويتم انخفاضها بالتدريج مع تقدم العمر، وفي المناطق الجافة نقوم برش جدران المكان بالماء مع الحرص على أن يكون بعيدا عن الكتاكيت.
اما بالنسبة لفصل الشتاء… فإن الدواجن ايضا تتاثر سلبا ببرودة الجو ومن أبرز الأمراض الشتوية التى تصيب الدواجن، هى: الالتهاب الشعبى الفيروسيiB، والإنفلونزا بنوعيها “H5، H9″، النيوكاسل ND، والأمراض التنفسية الأخرى مثل: المايكو بلازما، والميكروب القولولى “E.coli”.
كل هذا الأمراض تجد لها منفذ بمجرد اختلال التهوية، وتسرب الغازات السامة، مثل أول وثانى أكسيد الكربون، والنشادر، والتى تؤثر بالسلب على مناعة الطيور، وتؤدى إلى الإصابة بهذه الأمراض، وتهدد الإنتاجية لآنها تسبب فقد فى الإنتاج بنسبة تتراوح من 30 إلى 70%، فى حالات الإصابة، نتيجة أخطاء فى التربية وتصميمات عنابر المزارع و عد اهتمام المربى بالعوامل البيئية المختلفة التى تؤثر بشدة على تربية الدواجن.
ونتيجة لتغيير الجو بين الفصول يجد المربى نفسه غير قادر على تدفئة الدواجن فالشتاء، فيضطر إلى تقليل مصادر التهوية ويعتمد على “نفس” الدواجن فى تدفئتها ومن ثم فان الحفاظ على تهوية و درجة حرارة العنبر من أكثر العوامل المؤثرة للوصل الى افضل انتاجية سواء فى اللحم او فى البيض .
ولذلك ينصح عند شراء الكتاكيت أن يكون من مكان واحد موثوق منه للحصول علي كتكوت سليم خال من الأمراض مع الاخذ فى الاعتبار بأن الدواجن البيضاء تختلف عن الدواجن البلدي من حيث تحمل درجات الحرارة، والتهوية اللازمة و يجب عند وضع الكتاكيت في المزرعة أن يكون المكان فسيح للدواجن منعا من حدوث مشكلة تزاحم الدواجن وخصوصا في فصل الصيف حيث درجة الحرارة العالية ويفضل استعمال الترمومترات بصفة مستمرة لقياس درجة حرارة العنبر و بالتلى الحفاظ على درجة حرارة الدواجن لتجنب الكثير من المشاكل التى سبق ذكرها.
ولذلك فلابد من أنشاء أنذار مبكر يدمج المعلومات الوبائية مع عوامل و تغيرات المناخ وخاصة الحرارة مما يتيح الفرصة بالتوقع لما قد يحدث من أمراض تسب الكثير من الخسائر الاقتصادية.