المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية – مركز البحوث الزراعية – مصر
الاسماك عرضة مثل باقي الكائنات الحية للعديد من الامراض سواء كانت امراض بكتيرية او امراض فيروسية وترتبط امراض الاسماك بنوع الاسماك نفسها او تختلف من مرض الى اخر حسب بيئة التربية او نظام التربية للأسماك. واليوم سوف نتحدث عن امراض الأسماك التي تسببها الفطريات وطرق الوقاية والعلاج.
أهم الأمراض الفطرية التى تصيب الأسماك هي:
مرض الاسماك السبرولجنياسيس :Saprolegniasis
من أهم الأمراض التي تصيب أسماك المياه العذبة و الشروب ذات الملوحة المنخفضة و يصيب أسماك المزارع و المفرخات مسببا نسبة نفوق عالية, و تحدث العدوى في فصل الشتاء مسببة خسارة مادية تصل الى حوالي 50% ليس فقط نتيجة نفوق الأسماك ولكن نتيجة النقص الملحوظ في نمو الأسماك.
فطر السبرولجنيا Saprolegnia sp (الفطر المائي Water mold ) عبارة عن خيوط فطرية غير مقسمة ذات تفرعات كثيرة مكونة الغزل الفطري الذي يظهر في الماء علي هيئة خصل من القطن. و يتكاثر الفطر اما عن طريق التكاثر الجنسي أو التكاثر اللاجنسي.
لابد من توافر بعض العوامل المهيأة لحدوث العدوى من أهمها:
- التعامل السيء مع الأسماك أثناء نقل الزريعة أو الفحص الدوري لاختبار معدل النمو و التعرف على الحالة الصحية للأسماك.
- الجروح التي تحدث نتيجة سوء المعاملة للأسماك أو الناجمة عن الاصابة بالأمراض الطفيلية أو البكتيرية أو الفيروسية.
- زيادة معدل كثافة الأسماك بالأحواض و تلوث المياه نتيجة زيادة معدلات التغذية و الفضلات الناجمة عن العمليات الحيوية للأسماك.
- درجات الحرارة المنخفضة حيث يحدث المرض عند 7-15 °م.
- فترة التفريخ حيث تعتبر الهرمونات الجنسية عوامل مجهدة للأسماك تساعد على حدوث الأمراض الفطرية.
- في المفرخات يهاجم الفطر البيض الميت ويتكاثر بسرعة فائقة ليغطي البيض الحي مؤديا الى تكسره و يدث انخفاض شديد في معدل الفقس.
الاعراض:
- تظهر على جسم السمكة بقع بيضاء أو رمادية على هيئة خصل قطنية عند فحصها داخل المياة بينما تبدو كمناطق بارزة عن الجلد مختلطة بالمخاط عند فحص السمكة خارج المياه. و الاصابات في المراحل المبكرة تكون عادة على شكل دائري و تنمو و تمتد حول الأطراف الدائرية.
- بينما في المراحل المتقدمة من الاصابة تتقارب هذه البقع و تتجمع لتغطي مساحات كبيرة من جلد السمكة و تأخذ الشكل البني حيث أنها تلتقط الطين و الرواسب بالحوض. و في المراحل النهائية تبدو السمكة و كأنها ملفوفة بالقطن. و غالبا ما تحدث الاصابة في الجلد و الخياشيم و العين و الزعانف.
- تصبح الأسماك مجهدة و أقل استجابة للمؤثرات الخارجية و يحدث تهتك للجلد نتيجة لاختراق الخيوط الفطرية. و في حالة تساقط القشور و تهتك مساحات كبيرة من الجلد يحدث نفوق للأسماك نتيجة عدم توازن الضغط الأسموزي. كما يحدث النفوق نتيجة الفشل التنفسي الناجم عن اصابة الخياشيم, و أيضا نتيجة اصابة العينين. أما في حالة اصابة البيض فيحدث اختناق نتيجة النمو الكثيف للفطر على البيض.
الوقاية و العلاج:
- تحسين الظروف البيئية للأسماك, و التخلص من الأسماك النافقة بشكل منتظم مع التغذية المتوازنة و تجنب الازدحام بالأحواض.
- السيطرة على المسببات التي تؤدي الى تهتك الجلد.
- في المفرخات يجب تجنب تكسير البيض و ازالة البيض الميت بانتظام.
و هناك العديد من الكيماويات تستخدم في علاج الفطر منها
عمل حمام مائي من الملاكيت الأخضر 5مجم /لتر لمدة ساعة. الفورمالين 250 مجم /لتر لمدة ساعة. أو مخلوط الفورمالين و الملاكيت الأخضر بنسبة 100 مجم + 2,5 مجم /لتر. ملح الطعام بنسبة 2-3% لمدة10-20 دقيقةأو 5% غمس في المحلول. البيض المحضن الملاكيت الأخضر بنسبة 025, مجم / لتر بشكل مستمر.
ليس هناك أي خطورة من استخدام الملاكيت الأخضر في المفرخات لعلاج البيض أو الزريعة في فترة التحضين المبدئية أو استخدامه في علاج أسماك الزينة في أي مرحلة عمرية و لكن يحظر استخدامه في الأسماك التي تربى من أجل استهلاكها كغذاء حيث أن متبقيات هذه المادة في أنسجة الأسماك له تأثير ضار مسرطن و مشوه للأجنة.
- مرض متلازمة التقرح الوبائي (الأفانوميكوسيس) Aphanomycosis
من الأمراض الجلدية الفطرية للمياه العذبة، البرية والمستزرعة و المياه الشروب عند مصبات الأنهار، وقد تؤثر بعض السلالات على القشريات (مثل جراد البحر مسببة ما يعرف بطاعون جراد البحر)
— يحدث الوباء في المقام الأول في الصيف على الرغم من أنه قد يحدث وقت سقوط الأمطار في فصل الشتاء وخاصة عند مصبات الأنهار فقد تؤثر الأمطار الغزيرة التي تهطل خلال فصل الخريف على الملوحة.
– وقد لوحظ حدوث المرض يكون بشكل أعلى في الأحواض التي تم استخدام مبيدات ضد الأسماك pesticides بها قبل زراعة الأسماك.
– الأعراض ( تختلف وفقا لأنواع الأسماك).
يحدث نخر و تنكرز في الجلد ، و مع الوقت تنشأ القرح و تأخذ شكل فوهة البركان و قد تكون هذه القرح في بعض الأسماك واسعة مع تدرن قرمزي.
– قد تكون هذه القرحة الضحلة (2-5 مم) مع مركز أبيض و حافة نزيفية في بعض الأسماك (البوري) ، غالبا ما توجد إصابة واحدة و نادرا ما تكون متعددة.
– في العديد من أنواع الأسماك تمتد هذه القرح الدرنية من عدة ملليمترات تحت الجلد إلى أكثر من 1 سنتيمتر في الأسماك الكبيرة. بينما الامتداد الأفقي قد يتجاوز 2 سم في القطر
السيطرة
— لا توجد طرق للتطبيق من أجل السيطرة على العدوى ولكن استخدام الجير اثناء إعداد و خلال فترة التربية يقلل من حدوث العدوى. و يعمل الجير كعامل مطهر ، و كوسيلة لزيادة درجة الحموضة وقبل كل شيء يخفض عكارة المياه.
— الأحواض التي لها تاريخ سابق في المرض وجد أنها تتأثر بنسب أعلى.
- عفن الخياشيم (Branchiomycosis)
مرض فطري يعرف باسم عفن الخياشيم ، والناجم عن فطر Branchiomyces. الفطريات ، وتتميز بمناطق النخر و التنكرز في الخياشيم الذي يعطيها المظهر الرخامي.
– لابد لحدوث المرض تواجد الكثير من عوامل الإجهاد مثل:
* درجة الحرارة والأمونيا غير المتأينة، كما يوجد ارتباط بين درجة الحرارة 20-25 درجة مئوية و الزيادة الحادة في الأمونيا غير المتأينة (تصل إلى 10 جزء في البليون)
** الحمل العالي من المواد العضوية كما هو الحال في التخصيب الغير مدروس للحوض بالمركبات العضوية النيتروجينية على سبيل المثال إضافة أنواع مختلفة من السماد العضوي كالروث (eutrophication) لزيادة معدل الخصوبة بالحوض.
*** ازدهار الطحالب.
— يتفشي المرض خلال أكثر الشهور حرارة في فصل الصيف.
— يظهر المرض فجأة، وغالبا ما يكون المسار سريع مع خسائر تصل حوالي 30-50 ٪ في غضون 2-4 أيام.
— الأسماك التي لا تموت يمكنها استعادة وتجديد الأنسجة التالفة.
— وقد تحدث العدوى بطريقتين:
* يجوز للجراثيم التي تعيش حرة مباشرة أن تغزو الخياشيم من خلال غزو المناطق بالخياشيم التي تضررت جراء سوء نوعية المياه.
* أو من خلال ابتلاع الجراثيم التي تدخل الدورة الدموية عبر اختراق الأمعاء.
الأعراض:
– تظهر علامات الاختناق في الأسماك : كأن تظهر ضعيفة و كسولة وغالبا ما تلهث وراء جموع الأسماك.
– تظهر الخياشيم رخامية المظهر في مرحلة الاصابة الحادة.
– الحالات المزمنة عادة لا تظهر علامات مرض باستثناء مناطق شاحبة اللون في الخياشيم وتظهر بعض صفائح الخياشيم متورمة مع تنقرز طفيف.
العلاج والسيطرة
الوقاية هي الأفضل للسيطرة على تعفن الخياشيم وممارسة الرعاية الجيدة تخلق ظروف بيئية غير صالحة لنمو الفطر أما إذا كان المرض موجودا لا يسمح بنقل الأسماك المصابة و يجب توخي الحذر الشديد لمنع الحركة و انتقال المرض إلى المناطق غير المصابة.
– العلاج:
* 100 مجم / لتر كبريتات النحاس 10-30 دقيقة. * 3-5 حمام الملح ٪ غمس 1-2 دقائق.
* نحذر من استخدام الملكيت الأخضر و الذي يستخدم بمعدل 0،3 ملجم / لتر لمدة 24 ساعة حيث أن هذا المركب يترك متبقيات مسرطنة بالأنسجة.
— المسار المفاجئ و المسار السريع للمرض قد يؤدي إلى حدوث نفوق عالي قبل الاستجابة للعلاج ، و لمحاولة الوقاية يفضل إتباع التالي:
* زيادة استبدال المياه الجزئي في الحوض.
* التحكم في إضافة الأسمدة في الظروف المناسبة و بالكم المناسب.
* إضافة كبريتات النحاس في أربعة علاجات 1-1.5 جم / فدان ، على فترات شهرية تبدأ منتصف مايو وتنتهي في منتصف شهر أغسطس (0.3 ملجم / لتر) ، لا بد من الإشارة إلى أن كبريتات النحاس سامة بالنسبة لكثير من الكائنات المائية لذا فان استخدامه والجرعة المطلوبة تعتمد على نوعية المياه و مع نوعية الأسماك المزمع علاجها.
* إضافة الجير الحي بمعدل 75-100 كجم / فدان ، على كل أسبوعين خلال فصل الصيف و يوميا أثناء تفشي المرض و ينبغي رصد درجة الحموضة وألا تتجاوز 9.
— إذا حدث تفشي للمرض:
* يجب إزالة الأسماك النافقة وحرقها في حفرة جير حي (دفن وحرق).
* يجب أن تتوقف تغذية الأسماك.
* يجب صرف مياه الحوض وتجفيفه وتطهيره بالجير الحي.
الأكثيوفونوسيس Ichthyophonosis
من الأمراض المزمنة التي تصيب الجلد و العضلات و الأعضاء الداخلية ويصيب أسماك المياه العذبة و المالحة وعند مصبات الأنهار و المياه الشروب في المناطق المعتدلة والاستوائية يسبب المرض فطر الأكثيوفونس هوفري و المرض يصيب أكثر من 100 نوع من الأسماك. و تختلف الأعراض باختلاف نوع الأسماك.
— وتحدث العدوى عن طريق الفم بعد بلع الحويصلات الساكنة التى تخرجها الأسماك المريضة أو عن طريق التغذية على الأسماك النافقة المصابة أو عن طريق الحشرات المفصلية المصابة التي تحمل الأسماك في المياه المالحة.
— البوغيات (الحويصلات ) متعددة الأنوية في الجهاز الهضمي ثم تأخذ الشكل الأميبي amoeboid بعد تمزق الجدار الخارجى.
— بعض من هذه الأجنة amoeboid تخترق الغشاء المخاطي وتدخل مجرى الدم و يتم توزيعها على الأعضاء الداخلية خاصة منها الغنية بتغذية الدم (الكبد والطحال والكلى والقلب) و أيضا العضلات.
الأعراض:
— إذا كانت موجودة فقد تختلف باختلاف نوع السمكة و أيضا تبعا لشدة العدوى ، قد يكون هناك تغيرات سلوكية في السلمون، أو انحناء تدور في الرنجة والسلمون مع اسوداد الجلد في حالات قليلة ، التخشين ف الجلد (تأثير يشبه ورقة الصنفرة) في الرنجة والسلمون المرقط بينما لوحظ فقط اسوداد الجلد في حالات البلطي المصاب.
– وصفت إصابات داخلية على شكل عقيدات بيضاء إلى رمادية معظمها في الكبد والكلى والطحال والقلب والأنسجة العضلية.
— ووفقا للإصابات وفحص الأنسجة :
* المرحلة الحادة : نمو خيطي ناجم عن إنبات متعددة الجراثيم ذات الجدران السميكة الذي يغزو أنسجة العائل.
ويصاحب هذه المرحلة ظهور أعراض خارجية وداخلية بما في ذلك الجلد الخشن في الرنجة أو جلد الغمق المسود في البلطي فضلا عن عقيدات بيضاء على القلب والكبد ،…
* المرحلة المزمنة : و فيها يحيط النسيج الضام السميك ببوغيات الجراثيم وأحيانا تراكم الميلانين.
العلاج والسيطرة
— لا توجد إجراءات علاجية للشفاء من المرض على الرغم من أن الجمع بين الدواء عن طريق الفم والمياه مع مطهر Phenoxetal قد يكون فعال في أحوض الأسماك (الأكواريم) ولكن ليس عمليا في المزارع Phenoxetal (100 جزء في المليون).
— يجب التخلص من الأسماك المصابة.
— ينبغي الحرص عند استخدام منتجات الأسماك لتكون ضمن مكونات عليقة الأسماك و فحصها جيدا و التأكد من عدم احتوائها على الفطر.
— الأحواض التي تعرضت للإصابة يجب تطهيرها بمطهر قوي بعد التجفيف و تعريضها لأشعة الشمس لعدة أشهر.