د ريهام أبوالفتوح تكتب: خطورة متبقيات الأدوية البيطرية فى اللحوم والألبان وكيفية تفاديها
باحث بوحدة الفارماكولوجى قسم الكيمياء والسموم والنقص الغذائى معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية
يعد الاستخدام الآمن للأدوية البيطرية ركنًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الحيوانات وضمان جودة المنتجات الحيوانية، ويساهم ذلك في تعزيز الصحة العامة من خلال الوقاية من الأمراض الحيوانية التي قد تنتقل إلى الإنسان، وكذلك في دعم الاقتصاد الزراعي بزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات. يجب تطبيق معايير صارمة للتحكم في استخدام الأدوية البيطرية، بما في ذلك الالتزام بالجرعات المحددة وفترات السحب، للحد من مخاطر تلوث المنتجات الغذائية وظهور مقاومة المضادات الحيوية.
كما أن استخدام الأدوية دون إشراف بيطري إلى تفاعلات دوائية ضارة تؤثر على صحة الحيوانات. ولا يقتصر الضرر على الصحة العامة فحسب، بل يمتد إلى البيئة من خلال التلوث الناتج عن التخلص غير السليم من الأدوية، مما يؤثر سلبًا على الحياة البرية.
خطورة متبقيات الأدوية الييطرية في اللحوم والألبان
تشكل متبقيات الأدوية في اللحوم والألبان موضوعًا هامًا يتطلب الفهم الدقيق لتأثيراتها على الصحة العامة وسلامة الغذاء. تُستخدم المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والسلفوناميدات والكينولونات على نطاق واسع في الطب البيطري لعلاج العدوى البكتيرية.
ولكن استخدامها يجب أن يتم بمسؤولية لتجنب تراكم المتبقيات في اللحوم والألبان التي قد تؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية عند البشر. تستخدم الهرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون لتحفيز النمو وزيادة الإنتاج، ولكن يجب مراقبة مستوياتها بعناية لضمان عدم تجاوز الحدود الآمنة التي قد تؤثر على التوازن الهرموني للمستهلكين.
تمثل متبقيات الأدوية في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والألبان مصدر قلق صحي مهم. تنتج هذه المتبقيات عن استخدام الأدوية البيطرية في علاج الحيوانات و يمكن أن تظل في الأغذية التي نستهلكها. الحساسية هي واحدة من المخاطر الصحية المرتبطة بمتبقيات الأدوية.
يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل تحسسية خطيرة مثل الطفح الجلدي والحكة وصعوبة التنفس. تعتبر مقاومة المضادات الحيوية مشكلة أخرى، حيث يمكن أن يؤدي استهلاك الأغذية الملوثة بمضادات حيوية إلى ظهور سلالات بكتيرية مقاومة لهذه الأدوية، مما يجعل العدوى البكتيرية أكثر صعوبة في العلاج ويقلل من فعالية المضادات الحيوية المتاحة. التأثيرات السامة لمتبقيات الأدوية يمكن أن تشمل تسمم الأعضاء مثل الكبد والكلى، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي.
قد يؤدي التعرض المستمر لمستويات منخفضة من هذه المتبقيات إلى تأثيرات صحية مزمنة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، تأثيرات متبقيات الأدوية على النمو يمكن أن تكون خطيرة، خاصة بالنسبة للأطفال فقد تؤدى الى تأخر في النمو وتطور الجهاز العصبي.
ضوابط إستخدام الأدوية البيطرية
يجب اتباع الإرشادات الصحية والتنظيمية لضمان أن المنتجات الحيوانية التي نستهلكها خالية من متبقيات الأدوية الضارة، وذلك يشمل أولاً الالتزام بفترات السحب، وهي الفترة الزمنية اللازمة لتخلص أجسام الحيوانات من الأدوية قبل ذبحها أو جمع منتجاتها. هذا يضمن أن المستويات المتبقية من الأدوية لا تشكل خطراً على الصحة العامة. ثانياً إجراء الفحوصات المخبرية بشكل دوري للتأكد من خلو اللحوم والألبان من متبقيات الأدوية. هذه الفحوصات تساعد في الحفاظ على سلامة الغذاء وتوفر ضماناً للمستهلكين.
تعتبر عملية اختبار مستوى بقايا الأدوية في المنتجات الحيوانية جزءًا حيويًا من نظام الرقابة الغذائية لضمان سلامة الأغذية وحماية الصحة العامة. تبدأ العملية بجمع عينات من مختلف المنتجات الحيوانية بطريقة دورية وعشوائية لتحليلها والتأكد من خلوها من أي مستويات ضارة من الأدوية.
يتم إرسال هذه العينات إلى مختبرات متخصصة حيث تُجرى عليها اختبارات دقيقة باستخدام تقنيات متطورة مثل HPLC وGC وMS للكشف عن وجود وتركيز بقايا الأدوية.
بعد ذلك، تُقارن النتائج بالمعايير الدولية للسلامة لتحديد ما إذا كانت المنتجات تتوافق مع الحدود المسموح بها. في حالة وجود أي مخالفات، تُتخذ إجراءات تصحيحية فورية مثل سحب المنتجات من الأسواق ومعاقبة المخالفين.
كما يتم توثيق جميع النتائج والإجراءات في سجلات رسمية وإعداد تقارير دورية للجهات الرقابية لضمان الشفافية والمتابعة المستمرة. وأخيرًا، تقوم الجهات الرقابية بتفتيش دوري للمزارع والمصانع للتحقق من التزامها بالمعايير والإجراءات الوقائية، مما يساهم في الحفاظ على جودة وسلامة المنتجات الحيوانية وصحة المستهلكين.
دور المزارعين والمربين في إستخدام الأدوية البيطرية بطريقة آمنة
بالإضافة إلى ذلك، من المهم توعية وتدريب المزارعين على أهمية الالتزام بالممارسات الصحيحة في استخدام الأدوية البيطرية. التوعية يمكن أن تشمل معلومات حول كيفية تحديد الجرعات المناسبة، والطرق الصحيحة لإعطاء الأدوية، وأهمية تسجيل كل استخدام للأدوية. التدريب يمكن أن يساعد في تقليل الأخطاء والإفراط في استخدام الأدوية، مما يقلل من خطر تراكم المتبقيات.
أخيراً، يمكن استخدام البدائل الطبيعية كالعلاجات العشبية والمكملات الغذائية لتقليل الاعتماد على الأدوية الكيميائية. هذه البدائل يمكن أن تكون فعالة في الوقاية من الأمراض وتعزيز صحة الحيوانات دون ترك متبقيات ضارة. من المهم أيضاً البحث عن طرق جديدة لإدارة صحة الحيوانات بطريقة تحافظ على سلامة الغذاء وصحة المستهلكين. من خلال الجمع بين هذه الاستراتيجيات، يمكن تحقيق نظام غذائي أكثر أماناً واستدامة.
لضمان سلامة اللحوم والألبان من متبقيات الأدوية، يجب الالتزام بفترة انسحاب الأدوية واستخدام الأدوية البيطرية بمسؤولية وتحت إشراف طبيب بيطري لتجنب الاستخدام العشوائي الذي قد يؤدي إلى تراكم الأدوية في الأنسجة، كما يساعد تطبيق الفحوصات الدورية للمنتجات الحيوانية في التحقق من خلوها من المتبقيات، وتعزز التوعية والتدريب للمزارعين والمربين في استخدام الأدوية بشكل صحيح. أخيرًا، تلعب الرقابة والتشريعات دورًا مهمًا في حماية المستهلكين من خطر تناول منتجات ملوثة.
Comments are closed.