بقلم الدكتور عبدالفتاح الزناتى – باحث معهد بحوث الصحة الحيوانيه الدقي – مركز البحوث الزراعية – مصر
- مقدمه:
الإجهاد الحراري أحد ظواهر تأثير تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن الآن أمام لحظة حاسمة. فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام بإتخاذ إجراءات جذرية الآن.
لأن تغير المناخ سيؤدي إلى المزيد من درجات الحرارة العالية ، فمن المنطقي أن نستنتج أن مشكلة الإجهاد الحراري ستزداد سوءًا في المستقبل. الإجهاد الحراري له تأثير ضار على كل من طيور انتاج اللحم وطيور انتاج البيض ، وتأثيراته السلبية متعددة الجوانب ، مما يؤدي إلى انخفاض في انتاج اللحم والبيض وايضا انخفاض الكفاءة التناسلية ونسب الخصوبة والفقس .
الإجهاد الحراري يؤثر على البيضة الجودة ولون الصفار وسمك قشر البيض والقيمة الغذائية ومدة التخزين للبيض. لقد ثبت جيدًا أن الإجهاد الحراري يؤثر على إنتاج الدواجن بشكل كبير ، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة لمربي الدواجن.يؤثر ايضا الاجهاد الحراري سلبا علي جودة اللحوم وتركيبها الكيميائي ومذاقها وقيمتها الغذائية .
من اهم الاجراءات المفيدة في التخفيف من الإجهاد الحراري :
التحسين الوراثي باستخدام الجينات التي تزيد من قدرة الطائر علي تحمل الاجهاد الحراري مثل جينات عري الرقبة والريش المجعد ، جنبًا إلى جنب مع التغذية السليمة والإسكان والإدارة.
- دور الإنسان على غازات الاحتباس الحراري:
تحدث الغازات المسببة للإحتباس الحراري بشكل طبيعي وهي ضرورية لبقاء البشر والملايين من الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة عن طريق الحفاظ على جزء من دفء الشمس وعكسها مرة أخرى إلى الفضاء لتجعل الأرض صالحة للعيش.
ولكن بعد أكثر من قرن ونصف من التصنيع ، وإزالة الغابات ، والزراعة الواسعة النطاق ، ارتفعت كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ ثلاثة ملايين عام.
وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (الغازات الدفيئة) آخذة في الإرتفاع أيضا. هناك علاقة مباشرة بين تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض بمتوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض.تركيز الغازات آخذ في الازدياد المطرد جنبا إلى جنب مع درجات الحرارة العالمية منذ عهد الثورة الصناعية. يستأثر ثاني أكسيد الكربون بحوالي ثلثي الغازات الدفيئة كناتج لحرق الوقود الاحفوري .
- الإجهاد الحراري:
يعتبر الإجهاد الحراري مشكلة رئيسية في صناعة الدواجن تؤثر على الصحة والأداء الانتاجي للدواجن . أدى الإجهاد الحراري إلى خسائر اقتصادية ، ومع ارتفاع درجة الحرارة العالمية ، من المتوقع أن تزداد الخسائر الناتجة عنه في السنوات القادمة .
ويعرف الإجهاد الحراري هو حالة يكون فيها الدجاج غير قادر على الحفاظ على التوازن بين إنتاج حرارة الجسم وفقدان الحرارة. ينتج الإجهاد الحراري عن تفاعل عوامل مختلفة مثل ارتفاع درجة الحرارة البيئية والرطوبة والحرارة المشعة وسرعة الهواء وارتفاع درجة الحرارة المحيطة.
ينتج الإجهاد الحراري من التوازن السلبي بين كمية الطاقة المتدفقة من جسم الطائر إلي البيئة المحيطة وكمية الطاقة الحرارية التي ينتجها جسم الطائر . ويرجع حدوث الاجهاد الحراري الي مجموعة او خليط من العوامل البيئية والعوامل الخاصة بالطائر نفسه. عوامل خاصة بالطائر (النوع- معدل التمثيل الغذائي- ميكانيكية التنظيم الحراري).عومل بيئية مثل (ضوء الشمس –الاشعاع الحراري- الرطوبة –درجة حرارة الهواء- حركة الهواء).
الاسباب التي تجعل الطيور اكثر عرضة للاجهاد الحراري مثل غياب الغدد العرقية ، معظم الجسم مغطي بالريش ، ارتفاع درجة حرارة الجسم حيث تصل الي 40 م مع وجود طبقة دهنية تحت الجلد تقلل من فقد الحرارة.
يؤثر الاجهاد الحراري علي السلوك في الدواجن ،عندما تتعرض الطيور الي درجات حرارة مرتفعة فإنها تحاول تخفيف العبأ الحراري الواقع عليها من خلال فقدان الشهية واستهلاك كميات اقل من العلف مما يقلل من معدلات التحويل الغذائي،شرب كميات اكبر من الماء،رفع الأجنحة ، اللهث،الرقاد والخمول وقلة الحركة .
من ضمن الاضطرابات الفسيولوجية التي تحدث بسبب الاجهاد الحراري الضغط التأكسدي ويكون في صورة زيادة في الشقوق الحرة مما يكون له اضرار بالغة علي مكونات الخلية في جسم الطائر وما يتبعه من اضطرابات صحية وانخفاض في معدلات النمو والانتاج،عدم التوازن الحمضي القاعدي ، نقص معدلات هرمون الثيروكسين الذي يفرز من الغدة الدرقية ويلعب دورا هاما في عمليات التمثيل الغذائي والنمو، تقليل للجليكوجين في العضلات ، وزيادة معدل التنفس ، توسع الأوعية الدموية الطرفية ، وزيادة العصبية لدي الطيور.
الإجهاد الحراري يثبط المناعة في الدواجن، مما يؤدي لإنتشار أمراض الدواجن المعدية ، مثل مرض نيوكاسل ومرض الجمبورو . كذلك تتأثر سلبا الاعضاء التي لهاد دور مناعي بالجسم مثل الطحال والغدة التيموسية والاجزاء الليمفاوية.مما يؤدى الى انخفاض نسبة الاجسام المضادة وانخفاض خلايا الدم البيضاء في الطيور المجهدة حراريا وبالتالى يجعلها اكثر عرضة للاصابة بالامراض مما يزيد من الاعباء الاقتصادية علي المربي و زيادة معدلات النفوق.
المراجع:
References
- W. Barrettet al.::Effects of acute and chronic heat stress on the performance, egg quality, body temperature, and blood gas parameters of laying hens.Poult. Sci.(2019)
- Bonnet et al.
Effect of high ambient temperature on feed digestibility in broilers
Poult. Sci.(1997).
- P. Caffreyet al.
Factors affecting mortality risk during transportation of broiler chickens for slaughter in Atlantic Canada
Prev. Vet. Med.(2017).
- Deng et al.
The probiotic Bacillus licheniformis ameliorates heat stress-induced impairment of egg production, gut morphology, and intestinal mucosal immunity in laying hens.Poult. Sci.(2012)
Comments are closed.