ift

د نشوة عبدالعزيز تكتب: كيف نواجه مخاطر الأمراض المشتركة؟

باحث بقسم الكيمياء, معهد بحوث الصحة الحيوانية الفرعي بطنطا, مركز البحوث الزراعية, الجيزة, مصر

في المجتمع المصري، هناك عدد من الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، وتعرف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات .(Zoonotic diseases)  

بعض هذه الأمراض تشكل تحديًا صحيًا في البلاد ومن بين الأمراض الشائعة في هذا السياق:

  1. اللشمانيا :(Leishmaniasis)

مرض الليشمانيا هو عدوى طفيلية تسببها طفيليات من جنس الليشمانيا وتنتقل هذه العدوى من خلال لدغ الحشرات المعروفة باسم “حشرة ذبابة الرمل” حيث يخرج الطور المعدي مع لعاب هذه الذبابة أثناء مص الدم وتسبب العدوي للانسان بهذا المرض وتوجد أنواع من هذا الداءلاختلاف نوع الأنسجة المصابة بالجسم وما يتبعها من تطور مرضي إما:

  1. لشمانيا جلدية  لشمانيا حشوية

الأعراض: تختلف الأعراض على حسب مكان الإصابة بالجسم فعلى سبيل المثال الليشمانيا الجلدية و تشمل التقرحات الجلدية المنتشرة، وتورم الغدد اللمفاوية، والحمى، وفقدان الشهية.

العلاج: يتضمن العلاج الدوائي بواسطة مضادات الطفيليات المثلية مثل الأمفوتيريسين ب وبنتاميدين.

  1. الجرب:(Scabies)

الجرب هو مرض جلدي معدي يحدث بسبب عدوى طفيلية تسمى القارمة الجربية وهي حشرة صغيرة جدا وهذا المرض الجلدي يصيب الحيوان ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان. وينتقل الجرب عن طريق ملامسة الجلد المصاب و الأدوات الملوثة وحوائط العنابر.

الأعراض: تشمل حكة شديدة وطفح جلدي يظهر على شكل بثور وحبوب صغيرة.

العلاج: يشمل استخدام مرهم مضاد للجراثيم مثل البيرميثرين أو البرومبرين/مرهم الكبريت -5-10% لتطبيقه على الجسم إلى جانب الأدوية الفموية في الحالات الأكثر شدة، وقد يتطلب العلاج الجماعي لكل أفراد الأسرة المصابين.

  1. التوكسوبلازموز:(Toxoplasmosis)

التوكسوبلازموز هو عدوى يسببها طفيلي التوكسوبلازما وتنتقل هذه العدوى من القطط كمصدر رئيسي بالإضافة إلى باقي الحيوانات الأخرى والإنسان, ويحدث انتقال التوكسوبلازموز للإنسان عادةً عن طريق تناول الأطعمة أو المياه الملوثة بالطفيل المتحوصل، أو عن طريق التعامل مع التربة الملوثة.

الأعراض: في العادة، لا توجد أعراض واضحة، ولكن قد تتضمن أعراضًا شبيهة بأعراض الأنفلونزا

مثل الحمى الخفيفة والتعب والتهاب الحلق حيث يسبب المرض إصابات بالغة في معظم الأعضاء الداخلية

للجسم ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد ينتقل الطفيل المسبب للمرض من خلال الدم من الأم إلى الجنين

حيث يتمركز الطفيل في الأعضاء الحيوية الهامة للجنين كالمخ والأغشية المحيطة به والكبد، العين

وغيرها مسببا تشوهات خلقية خطيرة قد تصل إلى حد العمى والتخلف العقلى.

         العلاج: يمكن استخدام المضادات الحيوية مثل السلفاديازين والبيريميثامين لعلاج الحالات الحادة.

  1. الحمى المالطية:(Brucellosis)

الحمى المالطية (الحمى المتموجة) هي عدوى بكتيرية يسببها جنس البروسيلا وتنتقل هذه العدوى عن طريق التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة بالبروسيلا، خاصة الأبقار والأغنام والماعز والخنازير كما يمكن أن يحدث الانتقال عن طريق لمس أنسجة أو سوائل الحيوان المصابة، مثل الدم أو اللبن أو البول أو أثناء إجراء الجراحة أو الولادة لهذه الحيوانات, كما يمكن أن يحدث الانتقال عن طريق تناول منتجات حيوانية ملوثة بالبروسيلا، مثل اللحوم غير المطهوة جيدًا أو الحليب غير المبستر.

الأعراض: تشمل الحمى المتقطعة، وآلام المفاصل والعضلات، والإرهاق الشديد، والصداع وقد يصاحب   ذلك أيضًا آلام الظهر والصداع وفقدان الشهية وفقدان الوزن كما قد يعاني المصابون أيضًا من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال وفي حالات نادرة قد يحدث التهاب الكبد والطحال.

العلاج: يتضمن استخدام المضادات الحيوية مثل الدوكسيسيكلين والريفامبيسين لفترة طويلة تتراوح من  أسابيع إلى أشهر.

دور الطبيب البيطري في حماية المجتمع من مرض البروسيلا يتمثل في عدة جوانب:

أولاً وقبل كل شيء، يقوم الطبيب البيطري بتشخيص وعلاج الحيوانات المصابة بمرض البروسيلا ويتم ذلك من خلال إجراء الفحوصات المناسبة وتحديد العلاج المناسب للحيوانات المصابة بهذا المرض.

ثانياً، يقوم الطبيب البيطري بتوعية أصحاب الحيوانات والمجتمع بشأن مرض البروسيلا وكيفية الوقاية منه كما يقوم بتوضيح أعراض المرض وطرق انتقاله والإجراءات الوقائية المهمة مثل التطعيم والنظافة الجيدة والتعامل السليم مع الحيوانات المصابة.

ثالثاً، يقوم الطبيب البيطري بالمشاركة في برامج مكافحة البروسيلا والتحقق من تطبيق الإجراءات الوقائية في المزارع والمنشآت الحيوانية ويقوم بإجراء الفحوصات اللازمة ومراقبة الحيوانات والتأكد من سلامتها وعدم انتقال المرض إلى البشر.

للحماية عند التعامل مع الحيوانات المصابة بالأمراض التي تنتقل إلى الإنسان، يُنصح اتباع بعض الإجراءات الاحترازية مثل:

  1. ارتداء الملابس الواقية: يجب ارتداء الملابس المناسبة والواقية أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة. يُفضل ارتداء قفازات، واقيات للعينين، وأقنعة للوجه في حالة التعامل مع حيوانات تنتج رذاذًا مثل الحيوانات المصابة بالجرب أو الطفيليات الرئوية.
  2. النظافة الشخصية: بعد التعامل مع الحيوانات المصابة، يجب غسل اليدين جيدًا بالصابون والماء الفاتر لمدة لا تقل عن 20 ثانية. يُنصح أيضًا بتنظيف وتطهير الأدوات والمعدات المستخدمة بعد الانتهاء.
  3. تجنب اللمس المباشر: يُفضل تجنب لمس الحيوانات المصابة بأمراض قابلة للنقل بشكل مباشر، خاصة إذا كانت تعاني من طفيليات جلدية أو أمراض معدية.
  4. التعامل الآمن مع الفضلات: يجب تفادي التعامل المباشر مع الفضلات الحيوانية وتطهير المناطق الملوثة جيدًا. يجب استخدام قفازات وأدوات نظافة منفصلة للتعامل مع الفضلات والتخلص منها بشكل آمن وفقًا للإرشادات المحلية.
  5. الاتباع للإرشادات الصحية: يُنصح بمتابعة الإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الصحية المحلية أو المنظمات المعنية بالحيوانات المصابة.
  6. تعزيز الوعي حول الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى الإنسان واتخاذ إجراءات الوقاية المناسبة للحد من انتقال هذه الأمراض.
  7. تجنب التعامل مع الحيوانات المريضة: يفضل تجنب التعامل المباشر مع الحيوانات المريضة أو التي تظهر عليها أعراض مرضية والابتعاد عنها. إذا كنت بحاجة إلى التعامل مع حيوان مريض، فمن الأفضل أن تستعين بمحترفين في الرعاية الصحية الحيوانية.
  8. تجنب التعامل مع الحيوانات البرية: يجب تجنب التعامل مع الحيوانات البرية، خاصة إذا كانت تظهر عليها سلوك غير طبيعي أو تعاني من أمراض معروفة. قد تكون هذه الحيوانات حاملة لأمراض قد تكون خطيرة.
  9. الحفاظ على نظافة البيئة: ينصح بالحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالحيوانات، سواء كانت حيوانات أليفة أو مزرعة. يجب تنظيف المساكن والأقفاص والحظائر بانتظام والتخلص من الفضلات بشكل صحيح.
  • الحصول على التطعيمات اللازمة: يُنصح بتلقي التطعيمات الموصى بها للوقاية من الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان. على سبيل المثال، بعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها بتطعيمات تشمل السعار والتهاب الكبد الفيروسي.
  • الاستشارة الطبية: في حالة التعرض لحيوان مصاب بمرض قابل للنقل، يجب التوجه للمراجعة الطبية لاستشارة الطبيب ومناقشة الخطوات الواجب اتخاذها. يمكن للمهنيين الصحيين تقديم الإرشادات والمشورة الخاصة بالوقاية والعلاج المناسب.
  1. مرض السعار(Rabies) :

هو مرض فيروسي خطير يصيب الجهاز العصبي المركزي وينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق التعرض للعض أو الخدش من قِبل الحيوانات المصابة بالسعار حيث يتم إدخال اللعاب المحتوي على الفيروس خلال قطع في الجلد.

الأعراض: خلال المرحلة الأولية من مرض السعار، قد يعاني الشخص من السعال والحمى، تشمل الأعراض المبكرة الشبيهة بالإنفلونزا حمى (38 درجة مئوية) أو أعلى، صداع الرأس، القلق، التهاب الحلق والسعال، قيء وغثيان، الهُيَاج و الارتباك ويمكن أن تستمر هذه من 2-6 أيام، وتزداد سوءًا بمرور الوقت تحدث بعدها الوفاة التي غالبا ما تكون بسبب شلل في عضلات التنفس.

قد تشمل الأعراض والمؤشرات المُتأخِّرة ما يلي:

فَرْط النشاط، صعوبة البَلْع، فَرْط إفراز اللعاب، الخوف عند محاولات شرب السوائل نظرًا لصعوبة ابتلاع الماء، الخوف عند هبوب الهواء في الوجه، الهلاوس، الأَرَق والشَّلَل الجزئي

يتسبب فيروس السعار في التهاب الدماغ والحبل الشوكي ويؤدي في النهاية إلى وفاة المصاب إذا لم يتم علاجه في المراحل المبكرة.

في حالة التعرض لعضة حيوان مشتبه به، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:

  1. غسل الجرح: يجب غسل الجرح بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة. يساعد ذلك في إزالة أي مخلفات أو لعاب الحيوان المصاب المحتملة التي قد تحتوي على فيروس السعار.
  2. البحث عن العناية الطبية الفورية: بعد غسل الجرح، يجب البحث عن العناية الطبية الفورية. قد يحتاج المصاب إلى تلقي العلاج الوقائي لمنع انتشار فيروس السعار في الجسم.
  3. تقديم المعلومات: يجب تقديم المعلومات الكاملة للمهنيين الصحيين حول التعرض لعضة الحيوان، بما في ذلك نوع الحيوان والتفاصيل المحتملة للعضة. هذه المعلومات تساعد في تقييم خطر الإصابة بالسعار واتخاذ الإجراءات اللازمة.
  4. الفحص الطبي وتقييم الخطر: يتم إجراء فحص طبي لتقييم خطر الإصابة بمرض السعار. يشمل ذلك تقييم الجرح والتاريخ الوبائي للحيوان المشتبه به. قد يتم توجيه المصاب لتلقي العلاج الوقائي مثل تطعيمات مضادة للفيروس.
  5. رصد الأعراض والمتابعة: بعد التعرض لعضة الحيوان المشتبه به، يجب مراقبة الجرح والتنبه لأي أعراض غير طبيعية. في حالة ظهور أعراض مثل تغير في سلوك الحيوان أو أعراض تشبه أعراض السعار عند الإنسان، يجب الاتصال بالفور بالمهنيين الصحيين.
  6. من الضروري البحث عن الرعاية الطبية الفورية في حالة التعرض لعضة حيوان مشتبه به. يجب أن يتم التعامل مع حالات التعرض لعضة السعار بجدية وسرعة للحد من خطر الإصابة بالمرض.

      هناك علاج فعال لمرض السعار يتضمن:

  1. مصل مضاد للسعار: يتم استخدام مصل مضاد للسعار لعلاج الأشخاص المصابين بمرض السعار. يحتوي المصل على أجسام مضادة تستهدف فيروس السعار وتساعد في تدميره ومنع تطور المرض. يجب أن يتم إعطاء المصل في أقرب وقت ممكن بعد التعرض للعضة المشتبه بها.
  2. التطعيم الوقائي: يتم استخدام التطعيم الوقائي لتقديم المناعة ضد مرض السعار. يتم تطعيم الأشخاص الذين يعملون في مجالات ذات خطر عالٍ للتعرض للسعار، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية أو الباحثين الذين يتعاملون مع الفيروس في المختبرات. التطعيم الوقائي يساعد في تعزيز المناعة وتقليل خطر الإصابة بمرض السعار بعد التعرض لعضة حيوان مشتبه به.

هناك عدة إجراءات وقائية يمكن اتخاذها للحماية من مرض السعار ومن بين هذه الإجراءات:

  1. التطعيم: يوصى بتلقي التطعيمات المناسبة للوقاية من الأمراض المعدية، بما في ذلك مرض السعار.
  2. النظافة الشخصية: يجب غسل اليدين بانتظام باستخدام الصابون والماء الدافئ لمدة لا تقل عن 20 ثانية. كما يجب تجنب لمس العينين والأنف والفم باليدين غير المنظفتين.
  3. تغطية الفم والأنف: يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام الكوع المثني أو ورقة مناديل ورميها بعد الاستخدام.
  4. تجنب الاختلاط الوثيق: يجب تجنب الاختلاط الوثيق مع الأشخاص المصابين بمرض السعار وتجنب الأماكن المكتظة بالناس.
  5. التهوية الجيدة: يجب الحرص على تهوية الأماكن المغلقة وتجنب التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة.
  6. . التوعية والمعرفة: يجب الحصول على معلومات صحيحة وموثوقة حول مرض السعار واتباع التوجيهات الصحية المحدثة من قبل الجهات الصحية المختصة.

وللحماية من مرض السعار عند التعامل مع حيوانات مشتبه بها أو مصابة به، ينبغي اتباع الإجراءات التالية:

  1. التجنب من لمس الحيوانات المشتبه بها: يجب تجنب لمس الحيوانات المشتبه بها بأنها مصابة بالسعار، سواء كانت حيوانات برية أو حيوانات أليفة. يجب أن يتم التعامل مع الحيوانات المشتبه بها فقط من قبل الأشخاص المؤهلين والمدربين على ذلك.
  2. الابتعاد عن الحيوانات البرية المشبوهة: ينصح بتجنب الاقتراب من الحيوانات البرية المشبوهة، بما في ذلك الحيوانات المتوحشة أو التي تظهر سلوكًا غير طبيعيًا. يجب الإبلاغ عن الحيوانات المشتبه بها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
  3. التطعيم الوقائي: يجب أن يكون لدى الأشخاص الذين يعملون في المهن المعرضة للتعامل مع الحيوانات، مثل الأطباء البيطريين والموظفين في مراكز رعاية الحيوانات، تطعيمات وقائية ضد السعار. هذا يساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض في حالة التعرض للعضة أو الخدش من حيوان مصاب.
  4. البحث عن العلاج الفوري: في حالة التعرض لعضة أو خدش من حيوان مشتبه به أو مصاب بالسعار، يجب البحث عن العلاج الفوري. يتضمن العلاج تطهير الجرح وتطعيمات مضادة للفيروس. من الضروري البدء في العلاج في أقرب وقت ممكن لزيادة فرص الشفاء.

دور الطبيب البيطري في حماية المجتمع من مرض السعار يتمثل في عدة جوانب:

أولاً وقبل كل شيء، يقوم الطبيب البيطري بتشخيص وعلاج حالات السعار في الحيوانات المنزلية والحيوانات الزراعي كما يستخدم الطبيب البيطري المعرفة والمهارات الطبية لتحديد الأعراض والعلامات المرضية ووصف العلاج المناسب للحيوانات المصابة.

ثانياً، يقوم الطبيب البيطري بتوعية المجتمع بشأن مرض السعار وكيفية الوقاية منه كما يقوم بتوفير المعلومات والإرشادات لأصحاب الحيوانات حول الإجراءات الوقائية المهمة مثل التطعيم والنظافة الجيدة والتعامل السليم مع الحيوانات المصابة.

ثالثاً، يشارك الطبيب البيطري في برامج المراقبة والرصد لمرض السعار كما يقوم بتقييم الحالات المشتبه بها وتشخيصها والإبلاغ عنها للسلطات المختصة وبذلك يساهم الطبيب البيطري بذلك في الكشف المبكر عن حالات السعار والحد من انتشارها في المجتمع.

 

 

Comments are closed.