باحث اول البيوتكنولوجى – امراض الدواجن بمعهد بحوث الصحه الحيوانية- مدير المعمل المرجعى بالشرقية
مرض إنفلونزا الطيور يعتبر من اهم الأمراض الفيروسية التى تسبب خسائر اقتصادية فادحة، بالإضافة إلى ما يمثله من خطر على صحة الإنسان، وهو شائع الحدوث فى الدواجن (الدجاج، السمان، الرومى، وهو حساس للمرض بشكل خاص، بينما البط لا تظهر عليه أعراض ، أما الحمام فلا يُصاب بأنفلونزا الطيور، ولكنه من الممكن أن ينقل المرض من مكان إلى آخر.
إن إصابة الطيور بفيروس الإنفلونزا يُحدث صوراً مرضية متفاوتة الشدة، فقد لا يسبب أعراضاً مرضية أو يحدث فقط أعراضاً تنفسية مع انخفاض إنتاج البيض، وقد يسبب أعراضاً مرضية شديدة، تؤدى إلى ارتفاع نسبة النفوق التى قد تصل لـ 100%، ذلك عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا شديد الضراوة، بينما تتفاوت الصورة المرضية تبعاً لنوع العائل وضراوة العترة المسببة للمرض والحالة المناعية للعائل ووجود إصابة ثانوية والظروف البيئية المحيطة .
يصيب فيروس أنفلونزا الطيور والمسمى بـ H5N1 الجهاز التنفسى، وينتشر المرض بشكل أكبر فى فصل الشتاء،حيث ان الفيروس له خاصية معينة وهى استطاعته تغيير تركيبه، فينتج عن ذلك سلالات جديدة غريبة على الجهاز المناعى، والذى عليه أن يتعامل معها وكأنها نوع جديد من الفيروس.
كيفيه انتقال عدوى فيروس إنفلونزا الطيور
تنتقل العدوى بعدة طرق عبر الطيور المائية المهاجرة، أو عن طريق الطيور المصابة، و ينتقل الفيروس من القطيع المصاب بالمرض بالطرق المباشرة وغير المباشرة عن طريق نقل الطيور المصابة والمعدات الملوثة والعمال ووسائل الانتقال.
وكل أنواع الطيور قابلة للعدوى بفيروس الأنفلونزا ومعظم حالات العزل تمت من الطيور المائية البرية خاصة البط البرى الذى لا تظهر عليه أى أعراض ويعتبر أهم مصدر لعدوى الدجاج، وتعتبر أسواق بيع الطيور الحية من أهم مصادر العدوى بفيروس الأنفلونزا، كما أن اختلاط الطيور من مصادر مختلفة، وتلوث المعدات ووسائل نقل الطيور بإفرازات الطيور المصابة، وشراء طيور غير معلومة المصدر، كل تلك العوامل تساهم فى انتشار مرض الأنفلونزا فى مزارع الدجاج التجارى والدجاج البلدى والمحلى والمستنبط .
إنتشار مرض إنفلونزا الطيور
ينتشر المرض داخل المزرعة من طائر إلى آخر عن طريق تلوث الهواء والغذاء بالإفرازات الملوثة، ولكن لم يثبت أن الفيروس ينتقل من مزرعة إلى أخرى عن طريق الهواء، وينتشر المرض بين الحظائر عن طريق زرق الطيور المصابة والمعدات والأجهزة الملوثة.
صور الاعراض المرضيه لفيروس إنفلونزا الطيور
فترة حضانة الفيروس 1 – 3 أيام وتختلف الأعراض حسب جرعة الفيروس ونوعه وضراوته، وسلالة وجنس الطيور المصابة، وتكون الإصابة فى إحدى الصورتيْن:
الأولى
الصورة البسيطة وتكون بانتفاش الريش وقلة إنتاج البيض وتكون قشرته رقيقة جداً – وفقدان الشهية ونقص طفيف فى استهلاك العلف، وهناك أعراض تنفسية مثل السعال وسرعة التنفس، وأعراض معوية مثل الإسهال، وهذه الصورة البسيطة من الإصابة غالباً تمر بدون ملاحظة .
أما الصورة الثانية
فهى الصورة الحادة وتنتهى بموت الطائر فى خلال 48 ساعة، وتكون أعراض الإصابة باحتقان وتورم العرف والدلايات، مع انتفاخ حول العين واحتقان الملتحمة، وتورم بالرأس، واحتقان وزرقة بالأرجل، وفى بعض الأحيان حدوث نزف دموى، وعدم القدرة على الوقوف والحركة، وإسهال وخمول وانتفاش الريش، وسعال وصعوبة التنفس وحشرجة الصوت، النقص الحاد فى إنتاج البيض والبيض قد يكون بدون قشرة، والنفوق المفاجئ . من العلامات المميزة فى الطيور النافقة: وجود بقع نزفية بحجم رأس الدبوس على السطح الداخلى لعظمة القص، ووجود نزف بالعضلات، وبقع نزفية على دهون البطن.
الاجراءات التشخيصيه لمرض إنفلونزا الطيور
يعتمد التشخيص على الاعراض و التشريح للحالات المصابة ويمكن التأكد من الإصابة عن طريق الفحوصات المختبرية السريعه، والتي تشمل: استخدام تقنية RT.PCR – فحص المناعات باستخدام اختبار الإليزا (ELISA test) واختبار مانع التلازن الدموي (Hemagglutination inhibition test) ، كما يتم التأكد من اصابه القطيع بعزل الفيروس.
طرق الوقاية من مرض إنفلونزا الطيور
يعتبر الأمن الحيوى أهم خطوة للوقاية ضد المرض، وتشمل العزل وهى الإجراءات التى تتخذ لعزل القطيع تماماً داخل المزرعة، ومنع دخول مصادر العدوى.
- يمكن انتشار الفيروس بالنقل، ويتم عن طريق أى كائن حى وخاصة عمال المزرعة، ومن الضرورى عمل سور حول المزرعة للحد من الحركة من وإلى المزرعة، ويمنع دخول طيور جديدة إلى العنابر السابق تربية طيور مصابة بها قبل مرور 3 أسابيع بعد إجراء التطهير.
- الاهتمام بإزالة كل الحشائش والمزروعات من حول الحظائر التى تمثل مأوى وغذاء لحامل العدوى، وفى أماكن وجود الطيور المائية والبحرية يجب أن لا يربى الدجاج فى ساحات أو عنابر مفتوحة.
- القضاء على القوارض والحشرات والحيوانات الضالة التى يمكن أن تنقل الفيروس، وردم البرك والمستنقعات التى يمكن أن تجذب الطيور المائية البرية. – منع تراكم أى بواقى للعلف فى ساحات وأرضية المزرعة، حتى لا تجذب الطيور البرية، ويجب التنبيه على العاملين بالمزرعة بالتعامل بحذر مع الطيور البرية الميتة، التى قد توجد بالمنشأة، واعتبارها مصدراً للأوبئة، والتخلص منها بالحرق.
- يجب منع انتشار فيروس الأنفلونزا عن طريق تلوث المعدات، وتطهير السيارات العائدة من المعمل من الداخل الدواسات.
- عند الزيارات الحقلية يجب التأكد من الاستحمام، وتبديل ملابسه قبل الرجوع إلى المزرعة، وغسيل وتطهير عربات نقل البيض.
- يجب إزالة السبلة تماماً، وكشط الأسطح والجوانب جيداً؛ للتأكد من التخلص من المواد العضوية التى تحمل الفيروس، والتعامل مع السبلة الناتجة من قطيع مصاب عن طريق الدفن أو طريقة الكمبوست.
- يجب التحكم فى الحركة من وإلى المزرعة وداخل المزرعة، حيثُ إن انتشار مرض الأنفلونزا يتبع حركة الأفراد والمعدات الملوثة بالفيروس، وعند الاشتباه بوجود المرض فى المزرعة يجب أن يقوم العاملون بها باتخاذ كل إجراءات الحجر البيطرى على المرض، والتخلص الآمن من الطيور الميتة خارج محيط المزرعة، والتى تعتبر مصدراً مهماً للعدوى.
- يجب أن نعلم أن فيروس الأنفلونزا حساس جداً لمعظم المطهرات، ويمكن القضاء عليه بالحرارة والتجفيف، وتشمل قائمة المطهرات ما يلى:
- الفورمالين لاستخدامه فى تطهير العنبر والمعدات داخل المزرعة، والصابون السائل لغسيل العنبر والمعدات، الجير الجى لاستخدامه فى عمليات الدفن، الفينول 6% 100 لتر، ويستخدم لتطهير السبلة، بالإضافة للأمونيا، الكلور، مركبات اليود.
- يجب الالتزام بتنفيذ برنامج التحصين ضد مرض أنفلونزا الطيور، وكذلك الالتزام بالمتابعة المعملية للوقوف على مدى كفاءة التحصينات المستخدمة، والوقوف على مدى كفاءة برنامج التحصين.
- الالتزام بالمتابعة المعملية لحالة القطعان الصحية أولاً بأول، ليس فقط لمرض أنفلونزا الطيور، ولكن كل أمراض الدواجن الأخرى، سواء للتسمين أو البياض التجارى والمحلى، أو الأمهات والجدود وكذلك الأنواع الأخرى مثل: الرومى والبط.
- المتابعة المعملية للقطعان المحصنة وغير المحصنة: للكشف عن عدم وجود فيروس أنفلونزا الطيور فى القطعان المراد تحصينها ؛ لمنع انتشار الفيروس، وكذلك عدم تعرض العاملين للفيروس، وتقييم كفاءة الاستجابة المناعية للقاح والتأكد من عدم الإصابة