ift

د مصطفي فاضل يكتب: الإجهاد الحراري وأخطر 4 تأثيرات علي مستقبل الأبقار الحلاب وإنتاج الألبان

 >> تأثير الإجهاد الحراري علي معدل الخصوبة والنفوق المبكر للأجنه ووزن المولود في الابقار وإدرار الألبان

مدير معهد التناسليات الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

البحوث العلمية رصدت العديد من المخاطر الناتجة عن تأثير الإجهاد الحراري على الأبقار سواء من ناحية الخصوبة، أو  المواليد وإنتاج الألبان، نظرا لأن الإجهاد الحراري هو حالة فسيولوجية تحدث عندما يتعرض الحيوان لدرجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية لفترات طويلة.

تؤثر هذه الظروف سلبًا على العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك التنظيم الحراري، التمثيل الغذائي، والتكاثر، وهو ما نحاول البحث عن حقيقته من خلال هذا المقال العلمي.

تأثير الإجهاد الحراري على الأبقار:

  • الخصوبة:

إنخفاض جودة البويضات:

يؤدي الإجهاد الحراري إلى تدهور جودة البويضات، مما يقلل من فرص حدوث الإخصاب.

اضطرابات في الدورة التناسلية:

قد يتسبب الإجهاد الحراري في اضطرابات في الدورة التناسلية، مثل زيادة طول الفترة بين الولادات وتأخر عودة الحيوان إلى التبويض بعد الولادة.

زيادة في حالات الإجهاض:

قد يؤدي الإجهاد الحراري إلى زيادة في حالات الإجهاض المبكر.

  • المواليد:

انخفاض معدل الحمل: يؤدي انخفاض جودة البويضات واضطرابات الدورة التناسلية إلى انخفاض معدل الحمل.

ولادات مبكرة أو متأخرة: قد يتسبب الإجهاد الحراري في ولادات مبكرة أو متأخرة، مما يؤثر سلبًا على صحة العجل.

انخفاض وزن العجول عند الولادة: غالبًا ما تكون عجول الأبقار التي تعرضت للإجهاد الحراري أثناء الحمل أقل وزنًا عند الولادة.

  • إنتاج الألبان:

انخفاض إنتاج الحليب: يؤدي الإجهاد الحراري إلى انخفاض إنتاج الحليب نتيجة لتقليل كمية الدم المتدفقة إلى الغدة الثديية وزيادة معدل فقدان السوائل من الجسم.

تغيرات في تركيب الحليب: قد يؤدي الإجهاد الحراري إلى تغييرات في تركيب الحليب، مثل انخفاض نسبة الدهون والبروتين وزيادة نسبة اللاكتوز.

  • آليات التأثير:

الزيادة في معدل الأيض أو التمثيل الغذائي: يحاول الجسم التخلص من الحرارة الزائدة عن طريق زيادة معدل الأيض، مما يؤدي إلى استهلاك المزيد من الطاقة والمواد الغذائية، وبالتالي يؤثر على وظائف التكاثر والإنتاج.

اضطرابات الهرمونات:

يؤثر الإجهاد الحراري على إفراز العديد من الهرمونات التي تلعب دورًا هامًا في تنظيم التكاثر والإنتاج، مثل هرمونات الغدة الدرقية والكورتيزول.

ضعف الجهاز المناعي:

يضعف الإجهاد الحراري الجهاز المناعي، مما يجعل الحيوان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

إدارة الإجهاد الحراري:

توفير الظل والمياه: يجب توفير أماكن مظللة ووفرة من المياه النظيفة للأبقار.

تهوية جيدة: يجب تحسين تهوية الأماكن التي تتواجد فيها الأبقار.

تغذية مناسبة: يجب توفير تغذية متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن.

الاستحمام بالماء: يمكن استخدام الاستحمام بالماء لتبريد الأبقار.

المراوح: يمكن استخدام المراوح لتوفير تيار هوائي يساعد على تبريد الأبقار.

لذلك يعتبر زيادة معدلات الإخصاب وتقليل عدد التلقحات اللازمه لحدوث العشار وكذلك تقليل معدلات النفوق المبكر للأجنه و الحصول علي عجول سليمه و تتمتع بصحه جيدة و وزن مناسب عند الولاده و كذلك الحفاظ علي معدل إنتاج البان مرتفع علي مدار العام هي الاهداف الرئيسيه لتربيه الابقار عاليه الادرار في مصر.

ونظرا لتدني الخصوبة ومعدلات العشار في فصل الصيف  وكذلك زيادة نسبة الموت المبكر للاجنة خصوصا في الثلث الأول من فترة العشار و كذلك نزول متوسط  انتاج اللبن الي النصف تقريبا  والذي يكون المسبب الرئيسي له هو زيادة درجات الحرارة و كذلك زيادة معدلات الرطوبة مما يسبب الاجهاد الحراري الشديد للابقار

لذلك  فان معظم المربين يتوقفون عن تلقيح حيواناتهم خلال فترات الحرارة و الرطوبة المرتفعة او يقومون بتلقيح الابقار ذات الصفات الانتاجيه العاليه الادرار باستخدام سائل منوي اقل في الجوده او عن طريق التلقيح الطبيعي بواسطة طلائق  المزرعه عن طريق التلقيح الطبيعي وذلك لتقليل التكاليف.

وهذا بدوره يؤثر علي الصفات الانتاجيه للمواليد و يؤدي الي هبوط منحني الانتاج والتحسين الوراثي في هذه المزارع و الذي بدوره يؤثر علي دخل المزرعه او المربي الصغير ومن ثم الدخل القومي للبلاد .

وكلما قللنا مشاكل الاخصاب علي مدار العام  كلما ساهم ذلك في  تقليل تكلفه انتاج لتر اللبن وكيلو اللحم والذي بدوره ينعكس علي المستهلك كما ان زيادة  خصوبة الابقار و التي تؤدي الي زيادة اعداد الولادات تساهم  بصورة كبيرة في تقليل الفجوه بين إنتاج و استهلاك  اللحوم و الالبان مما يقلل الاستيراد.

نتائج بحوث الإجهاد الحراري علي الأبقار

واثبتت الدراسات التي قام بها الباحثون من معهد بحوث التناسلسات الحيوانية بالتعاون مع كلية الطب البيطري بجامعة جنت في بلجيكا ان الاجهاد الحراري يقلل من جودة البويضات و الاجنة و كذلك البيئة المحيطة بهما سواءا علي المبايض او داخل الرحم مما يسبب قلة الاخصاب و ضعف و موت الاجنة في اعمار مبكرة و كذلك ولادة عجول ضعيفة و صغيرة في الوزن و الحجم

كذلك يسبب الاجهاد الحراري نقص شديد في معدل تدفق الدم الي الرحم والمبايض اثناء دورة الشبق و الذي يعتبر المسبب الرئيسي  لنقص الخصوبه خلال هذه الفتره و الذي يكون في صورة عدم التبويض او ان تكون البويضات غير سليمه بسبب قلة التغذية و الهرمونات التي تصل اليها . كما ان نقص معدل تدفق الدم في الرحم والمبايض اثناء فترة العشار الاولى يسبب زيادة نسبة النفوق المبكر للاجنه في فصل الصيف عنه في الشتاء.

كما ان نقص معدلات تدفق الدم في الرحم والمشيمه في الثلث الاخير من الحمل يزيد من معدلات الإجهاض في الابقار كما انه يقلل نسب المواد الغذائية و الاكسجين التي تصل الي الجنين مما يؤثر سلبا علي حيوية وزن وحجم هذه الأجنه .

واثبتت الدراسات ان وزن الاجنة في الابقار عند الولادة  خلال فصل الصيف يتراوح بين ٢٠ – ٢٥ كجم  بينما يتراوح هذا الوزن  من ٣٠ – ٤٠ خلال فصل الشتاء مما يثبت ان الاجهاد الحراري يسبب خسائر كبيرة في الإنتاج في مزارع الابقار.

توصيات البحوث العلمية علي الإجهاد الحراري علي الأبقار

وأوصت هذه الدراسات بضرورة تلقيح الابقار عاليه الإدرار بسائل منوي من طلائق ذات صفات انتاجية ممتازة خلال موسم الصيف مع ضرورة اجراء بعض المعامالات الهرمونية الخاصة بزيادة الخصوبة في الابقار مع ضرورة توفير بيئه مناسبة لهذه الابقارقبل واثناء و بعد شهرين علي الأقل من فترة التلقيح  من حيث وجود مراوح و رشاشات مياه مستمره علي مدار اليوم طوال فترات الحراره و الرطوبة المرتفعة  كما يمكن زيادة معدلات العشار خلال فصل الصيف عن طريق نقل الاجنه التي تم الحصول عليها من الابقار عالية الإنتاج خلال فصل الشتاء و الذي تكون فيه جودة الاجنة و نسب العشار مرتفعة

 الخلاصة:

الإجهاد الحراري يمثل تحديًا كبيرًا لمزارعي الأبقار، حيث يؤثر سلبًا على إنتاجية وربحية المزرعة، ومن الضروري اتخاذ التدابير اللازمة لإدارة الإجهاد الحراري والحفاظ على صحة ورفاهية الأبقار.

 

Comments are closed.