قال الدكتور إياد حرفوش،الخبير الدولي في صناعة الدواجن المدير التنفيذي لمجموعة IFT لصحة الحيوان، أنه بالرغم من تراجع أسعار الخامات من الذرة وفول الصويا والعلف بشكل عام، إلا أن القطاع لم يعمل بكامل طاقته الانتاجية، لعدة أسباب من بينها، إرتفاع درجات الحرارة التى تشهدها البلاد حاليا مما تسبب فى وجود نسبة نافق عالية، مما دفع المربين لبيع القطاع بالرغم من صغر حجم الأوزان وبأسعار مخفضة، لافتا إلى أنه قبل «الموجة الحارة» مباشرة كانت أسعار الدواجن للمربي والمستهلك مناسبة وكذلك أسعار الخامات .
وأضاف «إياد حرفوش»، في تصريحات صحفية،ردا علي إعلان روسيا يوم الإثنين الماضي، انسحابها من اتفاقية الحبوب الأوكرانية، مما يهدد بتوقف سفن الخامات؛ أن تعرض الطيور للاجهاد الحراري له تأثير سلبي على قطعان الدواجن؛ خاصة في العنابر غير المجهزة (غير المغلقة)، موضحا أن المربين يتفادون خلال الوقت الراهن بدء عمليات إنتاجية جديدة.
وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة IFT لصحة الحيوان، أن قطاع الدجاج التسمين قادر على استعادة طاقته ويصل للكفاءة المطلوبة خلال شهر إذا استقرت الأوضاع، موضحا أنه إذا توقف توريد الذرة الأوكرانية، ستتجه الصناعة بكاملها للذرة الأرجنتيني وبالتالي سنشهد صعود في الأسعار، خاصة وأن الذرة الأوكرانية أحدثت توازن في الأسعار بالأسواق؛ إذ يقل سعرها عن مثيلتها الأرجنتينى بنحو 2000 جنيه.
وأعرب «إياد حرفوش»، عن أملة في الإستجابة للمطالب الروسية وتنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية الحبوب الخاص بوصول القمح والحبوب الروسية إلى الأسواق العالمية وعودة البنك الزراعي الروسي لنظام سويفت، حتى يتيسر لموسكو تصدير الحبوب والأسمدة للأسواق الدولية، لتسمح روسيا مرة أخرى بتمديد الاتفاقية، وإعادة التوازن لسوق الإمدادات لمناطق تصدير الحبوب لتلبية إحتياجات صناعة الدواجن عالميا ومنها مصر.
تأتي تصريحات المدير التنفيذي لـمجموعة IFT لصحة الحيوان في ظل ما تمر به صناعة الدواجن بالعديد من الاضطرابات منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في نهاية فبراير الماضي، والتي هددت قطاع الأعلاف بالشلل التام، نظرا لاعتماده بشكل كبير على الواردات من الخامات العلفية من الذرة وفول الصويا وغيره من الإضافات الأخرى، ومع وقف الاعتمادات المستندية وعدم القدرة على تدبير الدولار شهدت الأسعار قفزة قياسية ومستويات غير مسبوقة على المستوى المحلى.
من جانبها، لجات مصر لحل الأزمة بكل السبل الممكنة، من خلال زيادة وتيرة الافراجات الجمركية عن خامات الأعلاف، والاتجاه إلى الزراعات التعاقدية وزراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الاستراتيجية من الذرة وفول الصويا لتقليل الاعتماد على الاستيراد، بجانب تحديد “سعر ضمان” لتشجيع الفلاحين على الزراعة، بالإضافة إلى العمل على توفير العملة الصعبة من الحصيلة الدولارية لعدم توقف قطاع الأعلاف والدواجن، خاصة وأن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والأسماك والبيض قبل الأزمة.
ومع عودة الأوضاع إلى الاستقرار إلى حد ما، سجلت الأسواق تراجعا ملحوظا فى أسعار الخامات خاصة الذرة الصفراء والأعلاف بشكل عام، مما شجع بعض المربين على العودة للقطاع مرة أخرى، بعد الخسائر الهائلة التى تكبدوها فى ظل ارتفاع حجم التكلفة الانتاجية، ووقف الشركات البيع بالآجل ليصبح التعامل نقدا فقط.
إحتياجات صناعة الدواجن من الذرة
يحتاج منتجو الدواجن ما يعادل 900 الف طن من الأعلاف شهريا واصبحت هناك صعوبة وصولها بهذه الكمية وفي التوقيت المطلوب ازمة لدي مربي الدواجن والذي تسبب في اعتراض البعض منهم بوقف النشاط بحجة عدم توفر الاعلاف أو وجود ازمة فيها أو ارتفاع اسعارها مما تسبب في خسائر فادحة لهم ومع النظر الي كل هذه الجوانب نجد انها سلسلة مرتبطة ببعضها البعض من الفلاح وهو بداية الحل أو المستورد ثم مصانع الاعلاف ثم مربي الدواجن أو الثروة الحيوانية والسمكية ثم الي المستهلك.
تحديات دولية تواجه تجارة الذرة عالميا
وما كان لنا أن ندخل في تلك الازمة إلا مضطرين نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت كذلك في ضعف المرونة في العرض والطلب والندرة في عنصري الارض والمياه في مصر والتي تسعي الدولة في تعظيم الاستفادة منهما بزراعة مساحات كبيرة من هذه المحاصيل وتعزيز هذه المساحات باستصلاح وزراعة الاراضي الجديدة في توشكي وشرق العوينات وسيناء والدلتا الجديدة والوادي الجديد وصحراء غرب المنيا والمغرة وذلك لتلبية الطلب على هذه المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل الاعلاف ولسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير النقد الاجنبي .
الذرة وفول الصويا وأزمة أعلاف الدواجن
ومن جانبه قال الدكتور أيمن عبدالعال رئيس الإدارة المركزية للمحطات في مركز البحوث الزراعية أن إنتظام عمليات الاستيراد أحد أدوات المساهمة في سد الفجوة الغذائية من المحاصيل الاستراتيجية ومحاصيل الاعلاف مثل القمح والذرة الصفراء وفول الصويا حيث نستورد من القمح مايقارب 10 مليون طن ومن الذرة الشامية الصفراء 11 مليون طن وفول الصويا 4 مليون طن فضلا عن استيراد الزيوت نتيجة وجود فجوة تصل الي ٩٧% في إنتاج الزيوت لا يعني ان نقلل من دور البحوث العلمية في تطبيقات جديدة لمواجهة أزمة الفجوة الغذائية من هذه المحاصيل والإستفادة من الميزة النسبية للإنتاج وفقا للظروف المناخية بكل منطقة.
دور الدولة في حماية الأمن الغذائي والتوسع في زراعة الذرة
وشدد رئيس الإدارة المركزية للمحطات علي إنه لابد للدولة من التوسع في المشاريع الزراعية الكبري ودعم المزارعين في الاراضي الجديدة والقديمة وتوفير مستلزمات الانتاج وتسويق المحاصيل وضمان الاستمرارية في الإنتاج لحماية شعوبنا ومجابهة هذه الأزمات الطاحنة والتي تتواكب مع الأزمة العالمية في الغذاء وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء
الذرة في توشكي والعوينات أمل لإستكمال منظومة إحتياجات الذرة
وقال «عبدالعال»، «لدينا مثال في أحد مناطق المشروعات القومية وهو حصاد الذرة الصفراء في توشكي ارض الخير وهي ميزة إقتصادية للحصاد في غير موسم الحصاد المعتاد صيفا، حيث اننا نحصد في شهر ديسمبر لانها منزرعة في اخر يوليو كما هو الحال في شرق العوينات، وبالتالي فإن التوسع في هذه المناطق يكفل لنا وجود محصول جديد من الذرة الشامية الصفراء من سبتمبر وحتي اخر فيراير لسد الفجوة وتقليل فاتورة الاستيراد.