«كل شيئ عن أضاحي العيد والذبح الصحيح وإستهلاك اللحوم»…دكتورة جيهان عوف توضح التفاصيل
رئيس بحوث – معهد بحوث الصحة الحيوانيه – الدقى
يكثر الحديث في هذه الأيام عن الأضحية و إختيارها و شروطها. و في السطور التالية سوف نتعرف على هذا الموضوع، حيث إنه من المعروف أن الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، بتقديم ذبح من الأبقار أو الأغنام و الماعز أو الجمال، وذلك من أول أيام عيد الأضحى، حتى رابع يوم، وهى سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا إثم في تركها، كما أنها مشروعة بالقرآن الكريم في قول الله تعالى: “فصل لربك وانحر”.
شروط الأضحية:
يجب أن تكون الأضحية من الأنعام، وتشمل الضأن ” على الا تقل عن 6 أشهر “، والماعز “لا تقل عن سنة، والبقر والجاموس “من عامين”، والإبل “لا تقل عن 5 سنوات”، كما يشترط أن تكون خالية من العيوب التي تخل باللحم، والعيوب التي تؤثر في المنظر العام بالأضحية.
ويشترط كذلك، أن تكون الأضحية في مظهر حسن، أي لا تكون مكسورة القرن ولا هزيلة أو مريضة، كما يجب ألا تكون مكسورة الأسنان، ولا عوراء أو عمياء، ولا تكون مقطوعة اللسان، ولا تكون جدعاء وهي مقطوعة الأنف، مقطوعة الأذنين أو إحداهما، أو ما قطع من أذنها مقدار كثير وقدر الكثير بالثلث، أو مريضة، كما يجب أن يراعى العمر الذى تم ذكره سابقاً حيث قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يجوزُ مِنَ الضحايا: العَوْرَاءُ الَبيِّنُ عَوَرُهَا، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، والعَجْفَاءُ التي لا تُنْقِي)
عمر أضحية العيد من الأغنام
يجب التأكد من عمر الحيوان لأن الزيادة في العمر تؤدى إلى فقد النعومة والطراوة في اللحم خاصة في الذكور
- العمر الملائم لذبح ذكور الأغنام : من 1 – 2 سنة ، وأفضلها عند عمر من 8-12 شهرا .
- يتم ذبح الإناث على عمر 5 سنوات عادة بعد انتهاء عمرها الإنتاجي أو النعاج التي سمنت أكثر من اللازم
- يمكن تسنين الأغنام من خلال فحص القواطع من الأسنان، ويتم بفتح الفم وملاحظة حالة القواطع وهى الأربعة أزواج الأمامية من الأسنان في الفك السفلى حيث لا توجد قواطع في الفك العلوى فيكون عمر الحيوان كالآتي:
- العمر أقل من سنة تكون القواطع متجانسة صغيرة الحجم ليس بينها فواصل؛ لونها يميل للون الأبيض
- العمر ما بين 1 سنة – 1.5 سنة
- يبدأ الحيوان في تغيير الزوج الأول من القواطع – فيسقط الزوج اللبني الأوسط أولا ثم يبدأ في التبديل، ونمو القواطع الدائمة مكانها حتى تكتمل عند عمر 1.5 سنة حيث تتميز بالطول عن الثلاثة أزواج الأخرى
عمر أضحية العيد من الحيوانات الكبيرة
العمر ما بين 1.5- 2.5سنة:
يحدث تبديل للزوج الثاني من القواطع اللبنية ، وينمو الزوج الدائم بدلا منها عند الوصول لعمر 2.5 سنة يصبح في الفم 4 أسنان طويلة في المنتصف يحيط بها سنتان صغيرتان من كل جانب.
– العمر ما بين 2.5 – 3.5 سنة:
يحدث تبديل في الزوج الثالث من القواطع مثل ما حدث سابقا حيث يصبح الفك السفلى به 6 أسنان طويلة في المنتصف يحيط به سنة طويلة من كل جانب.
-العمر ما بين 3.5 سنة – 4 سنوات:
يكون بالفك السفلى 8 أسنان كبيرة وكلما تقدم في العمر تآكلت الأسنان، وكبر الفاصل بينها، وتغير لونها إلى الأصفر، ثم تبدأ في التساقط حتى تتساقط كلها تقريبا على عمر 8 سنوات .
و عند عملية الشراء و إختيار الذبيحة قد يلجا بعض التجار إلى وضع كمية من ملح الطعام في علائق تلك الخراف فتشرب كميات كبيرة من الماء مما يزيد من وزنها .ويمكنك التحقق من ذلك بالضغط على جانبي الحيوان فتجده يخرج روثا لينا في شكل إسهال مع غازات .
طرق فحص الأضاحي قبل الذبح أيام العيد
ويتمثل الفحص بالآتي :
1- الفحص بالنظر:
حيث يتم التأكد من أن الحيوان في حالة نشطة و يأكل و يشرب في صورة طبيعية و لا يوجد عليه أي من مظاهر الخمول و لا العرج و لا توجد أي إفرازات من الأنف و الفم و العين.
2- الفحص باليد:
كثيرا ما ينخدع مشترى الأغنام من وجود الصوف الكثير الممشط ، لذا يلزم فحص الأغنام المشتراة باليد على النحو التالي :
– فحص الرقبة : والتأكد من خلوها من الدمامل ، والخراريج ، مع امتلائها باللحم .
– أن الحيوان يتمتع بحالة صحية جيدة ؟ ، لمعرفة ذلك يجب التأكد من وضوح العلامات الآتية :
– الحيوية والحركة النشيطة: حيث إن الكسل والخمول يدل على وجود متاعب صحية ، مع بقاء رأس الحيوان في مستوى جسم الحيوان غير مدلاه ناحية الأرض أو مرتفعة عن الجسم ، وكذلك سلامة القوائم الأمامية والخلفية
– إقبال الحيوان على تناول الأعلاف الخضراء أو المركزة لأن الحيوان المريض يمتنع عن تناول الأعلاف أو يقبل عليها بصعوبة
– عدم وجود إسهال: ويعرف ذلك بالنظر أسفل الإلية أو الذيل فإذا وجد روث ملتصق بمؤخرة الحيوان وفى حالة لينة دل ذلك على وجود إسهال .
– عدم وجود إفرازات أو ارتشاحات أو التهابات في الأنف أو الفم أو اللسان .
– تنفس الحيوان بشكل طبيعي، ولا يوجد أي أعراض تنفسية مثل الكحة أو النهجان .
– في حالة الأغنام يكون الصوف ليس طويل وناعم ولا يتقصف بمجرد شده باليد وليس له لون شاحب .- العينان لامعتان ولا يوجد اصفرار بهما أو في لحمية العين .
– عدم وجود خراريج أو دمامل في جسم الحيوان ، وتحت الفك السفلى، وفى منطقة الرقبة .
ويلاحظ أنه قد يحدث نقص في وزن الحيوان قد تصل إلى 2 كيلو جرام نتيجة النقل لمسافات كبيرة .
وإذا توفر مكان للإيواء فيجب ترك الحيوان لمدة 12-18 ساعة على الأقل بدون طعام على أن يقدم للحيوان ماء فقط لتقليل محتوى الكرش من الغذاء، كما يقلل من هجرة الجراثيم من الأمعاء إلى الدورة الدموية والأنسجة.
عملية الذبح الصحيحة لأضاحي العيد:
بداية هناك شروط للذابح حيث يجب أن يكون سماوي الدين، أي مسلماً أو من أهل الكتاب، عاقلاً بالغاً، ولا يُشترط أن يكون الذابح رجلاً، بل يمكن للمرأة أن تذبح كذلك ويجب عليه النية والتسمية على الذبيحة وذلك لقوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)[الأنعام:21].
يجب أن يتم قطع الأوداج وهي أربعة: الحلقوم والمريء وعرقان في العنق ولا يجوز للذابح أن يتمادى في الذبح حتى يصل إلى الحبل الشوكي فيقطعه، لأن في ذلك من التعذيب الغير ضروري للذبيحة. وأن تكون على قيد الحياة عند ذبحها ويُستحب أن يستقبل الذابح القبلة عند الذبح والذبيحة كذلك، وهي ليست من الشروط الواجبة بل مستحبة.
و يتم ذبح الحيوان وهو في كامل وعيه،
كما يجب أن تكون آلة الذبح حاده، فتقطع أو تخرف بحدِّها لا بثقلها وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا قتلتُمْ، فأحسِنوا القتلةَ، وإذا ذبحتُمْ، فأحسِنوا الذَّبحَ، وليحدَّ أحدُكُم شفرتَهُ، وليُرِحْ ذبيحتَهُ) فالإحسان في القتل حتى لا تتألم الذبيحة، وكذلك حد الشفرة حتى لا تؤلمه أثناء عملية الذبح. ومن السنن التي تتَضمنُّها عملية الذبح؛ هو عدم ذبح بهيمة أمام الأخرى، وألا ترى السكين حتى لا تخاف.
مصطلحات ذبح الحيوانات أيام عيد الأضحي
توجد ثلاثة مصطلحات لعمليه الذبح وهى :
- الذبح: وهى عملية جرح قطعي بعرض الرقبة ويتم استخدامه في الحيوانات والطيور القصيرة الرقبة
- النحر: وهو عبارة عن جرح وخزي بغرز السكين في اللبة أسفل العنق ، كما يحدث في الحيوانات الطويلة الرقبة مثل الجمل
- العقر: ويتم اضطراريا في الحيوانات التي شردت ويخشى عليها من الضياع أو تعرضها للحيوانات المفترسة .
من الأفضل عدم فصل الرقبة بعد الذبح مباشرة ولكن يتم بعد السلخ حتى لا يقطع الحبل الشوكي، وذلك لعدم إتلاف النخاع المستطيل؛ نظرا لاستمرار عمل القلب والرئتين
يجب التأكد من قطع جميع الأوردة والشرايين والمريء والقصبة الهوائية بعد سكون حركة الحيوان تماما للتأكد من اكتمال الإدماء، لأن الإدماء الغير كامل يؤثر على جودة اللحوم.
فمن المعروف أن دم الحيوان يعتبر وسطا مناسبا لنمو وتكاثر عددا من الميكروبات؛ وتحديدا عندما تتوقف حياته ولذا كان من أهم الظواهر التي يأخذها القائم بعملية الذبح في عين الاعتبار عند الكشف على الحيوان المذبوح: كمية الدم التي تخرج عند ذبحه، فالوضع الطبيعي هو أن ينزف أكبر كمية ممكنة من دم الذبيحة وفي أقل وقت ممكن. والإدماء غير الجيد يعرض الذبيحة للتلف بسرعة أو ينقص من القيمة الغذائية للذبيحة .
ومعدل الوقت اللازم للإدماء هو:- حوالي 5 دقائق في الأبقار. و 3 دقائق في الأغنام
تفقد الأغنام حوالى0 6% من كمية الدم الموجود بأجسامها نتيجة لنزف 4% في المائة من أوزانها أثناء عملية الذبح والنزف.
وتفقد حوالى 22% في المائة من أوزانها نتيجة السلخ والتجويف .
وتصل نسبة التصافي في الأغنام إلى :
– ذبائح الحملان الممتازة المسمنة جيدا 55% – 60 % .
– ذبائح الحملان ذات التسمين العادي 45% – 52 % .
– ذبائح الحملان الضعيفة أو أغنام الصوف 40% – 45 % .
يجب مراعاه عدم جرح الكرش و الأمعاء عند عملية التجويف تجنباً لعدم تلوث اللحوم
و لا ينصح بغسل اللحوم بالمياه قبل الحفظ إطلاقًا، وذلك لتجنب زيادة التلوث البكتيري الذي يتفاعل مع المياه بعد التجميد. وينبغي حفظ اللحوم في درجة حرارة منخفضة (في الثلاجة) على درجة حرارة أق من 4 درجة مئوية، لمدة يوم. لكي يتم تكوين حمض اللاكتيك حيث ان هذا الحمض له عدة فوائد صحية، أهمها:
– يعمل على مقاومة التلوث الميكروبي الذي يتكاثر في اللحم.
– يجعل اللحم طريًا، لأنه يعمل على تليين عضل اللحم.
– يساهم في الحفاظ على القيمة الغذائية للحوم، ويساهم في تسهيل عملية الطهي ثم وضعها في الفريزر في أكياس لا تزيد سمكها عن 7 سم، لأن هذا يساعد على تبريد اللحوم بسهولة من الداخل والخارج وعدم حدوث التعفن الداخلى
