ift

د إيمان أبوزيد تكتب: السموم الفطرية فى الدواجن

 

باحث كمياء فارماكولوجى معمل بنها – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية- مصر

السموم الفطرية في الدواجن هي مركبات سامة تنتجها أنواع من الفطريات التي تنمو على الحبوب والأعلاف المخزنة في ظروف غير مناسبة، مثل ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة. تؤثر هذه السموم على صحة الدواجن وإنتاجيتها، وتعتبر مشكلة خطيرة في صناعة الدواجن.

السموم الفطرية التي تصيب الدواجن وتؤثر سلبًا على صحتها وإنتاجيتها منها:

1.الأفلاتوكسينات (Aflatoxins):

تنتجها فطريات  Aspergillus flavus وAspergillus parasiticus. وتوجد فى الذرة و الفول السوداني و القطن، والمكسرات وتشمل هذه السموم :

الأفلاتوكسين B1 هو الأكثر سمية، وله تأثير كبير على الكبد، ويعد من المواد المسرطنة المعروفة. يتسبب في تلف خلايا الكبد ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.

الأفلاتوكسين B2  ، G1،  G2 هذه الأنواع أقل سمية مقارنة بالأفلاتوكسين B1، لكنها لا تزال تشكل خطرًا.

الجرعه المسموح بها طبقا للتوصيات الدولية، يجب ألا تزيد مستويات الأفلاتوكسين في علف الدواجن عن  20 جزءًا في البليون(ppb)  بما يعادل( 0.02 (ppm لضمان عدم تأثيره على صحة الدواجن وأدائها.

2- الأوكراتوكسينات (Ochratoxins):

تنتجها بعض أنواع فطر الأسبيرجيلوس مثلcarbonarius and Aspergillus ochraceus)     (Aspergillus وبعض أنواع البنسليوم مثل  (Penicillium verrucosum) وتوجد فى الحبوب القمح والشعير والذرة والفواكه المجففة.

ومن هذه السموم أوكراتوكسين  (Ochratoxin A – OTA):Aوهوالأكثر سمية وتأثيرًا على صحة الدواجن ويتميز بتأثيراته السامة على الكلى والكبد والجهاز المناعي.

أوكراتوكسين (Ochratoxin B): Bوأقل سمية مقارنة بـ OTA.وتأثيره ضئيل لكنه قد يزيد من الإجهاد الناتج عن السموم الأخرى.

أوكراتوكسينC   (Ochratoxin C):أحد مشتقات OTA وله تأثيرات مشابهة، لكنه أقل انتشارًا.

الجرعه المسموح بها طبقا للتوصيات الدولية، يجب ألا تزيد مستويات الاوكراتوكسين في علف الدواجن عن 50-100 جزءًا في البليون(ppb)  حسب تصاريح بعض الدول بما يعادل( 0.05 -0.1 (ppm لضمان عدم تأثيره على صحة الدواجن وأدائها.

3.الفومونيزينات (Fumonisins):

تنتجها فطريات Fusarium.وتوجد فى الذرة ومنتجاتها.

فومونيزين :B1  (FB1)وهو النوع الأكثر شيوعًا والأكثر سمية بين الفومونيزينات وله تأثيرات ضارة على الجهاز العصبي والكبد والمناعة.

فومونيزين :B2 ( (FB2وهو أقل شيوعًا من FB1 ولكنه ذو تأثيرات سامة مشابهة، خاصة على الكلى والكبد.

فومونيزين:B3   (FB3)تأثيره أقل مقارنة بـ FB1 وFB2 ولكنه لا يزال يشكل خطرًا على الصحة.

الجرعه المسموح بها طبقا للتوصيات الدولية، يجب ألا تزيد الحد الأقصى المسموح به لسموم الفومونيزينات في علف الدواجن هو 20 جزءًا في المليون .

4- الزيرالينون (Zearalenone):

تنتجه فطريات Fusarium. وتوجد فى الذرة و الشعيروالقمح.

زيرالينون (ZEN):الشكل الأساسي والأكثر شيوعًا ويمتلك نشاطًا يشبه الإستروجين، مما يسبب اضطرابات هرمونية.

مشتقات الزيرالينون:

α-Zearalenolمشتق أكثر سمية وله نشاط إستروجيني أعلى من الزيرالينون الأساسي.

β-Zearalenolمشتق أقل سمية مقارنة بـ α-Zearalenol ولكنه لا يزال يشكل خطرًا.

الجرعه المسموح بها طبقا للتوصيات الدولية، يجب ألا تزيد الحد الأقصى المسموح به لسموم الزيرالينون 250 جزءًا في البليون 0.25) ppb جزء في المليون  .(ppm

5- الترايكوثيسينات: (Trichothecenes):

تنتجها فطريات Fusarium. وتوجد فى الحبوب مثل القمح والشعيرومن اشهر السموم بهذه المجموعه الديوكسينيال (Deoxynivalenol – DON) و يُعرف باسم “توكسين القيء” وايضا T-2  توكسين.

مجموعة النوع A:تشمل سموم(T-2 toxin )  وهى سموم الأكثر سمية في هذه المجموعة.

HT-2 toxinتميز بتأثيرات شديدة على المناعة والأنسجة، خاصة في الجهاز الهضمي.

مجموعة النوعB: وتشمل سموم ديأوكسينيفالينول (DON) أو Vomitoxin: الأكثر شيوعًا في الأعلاف الملوثة.

Nivalenol (NIV) وتسبب انخفاض استهلاك العلف وتأثيرات هضمية ومناعية.

مجموعة النوع C والنوع D:وهى أقل شيوعًا ولكن لها تأثيرات سمية مشابهة.

الجرعه المسموح بها طبقا للتوصيات الدولية، فى ديأوكسينيفالينول (DON): يجب ألا يتجاوز تركيزه في علف الدواجن 5 جزء في المليون(5 ppm)  ولكن T-2 toxinالتركيز المسموح به أقل بكثير، حيث يجب ألا يزيد عن 0.5 جزء في المليون (ppm) بسبب سميته العالية وايضاHT-2 toxin  يجب ألا يتجاوز 0.1-0.2 ppm وNivalenol (NIV)التركيز المسموح به حوالي 0.5-1 ppm..

6- الستيريغمايتوسين (Sterigmatocystin):

ينتجها بعض انواع فطر الأسبيرجيلوس مثل versicolor – Aspergillus sydowii – Aspergillus nidulans) (Aspergillus  وتوجد فى الحبوب المخزنة في ظروف غير ملائمة.

7- السيترينين (Citrinin): تنتجه بعض الفطريات مثل (Aspergillus niveus -Aspergillus terreus) وينتجه ايضا فطر Penicillium veridicatum  وتوجد فى الحبوب ومنتجاتها.

8- أرفيمونيسينات (Ergot Alkaloids): تنتجها فطريات Claviceps. وتوجد فى الحبوب مثل الشعير والجاودار.Top of FormBottom of Form

مستويات إنتاج السموم :

تعتمد كمية السموم المنتجة على عوامل مختلفة يمكن أن تكون فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية. تشمل العوامل الفيزيائية الرطوبة والرطوبة النسبية ودرجة الحرارة والأضرار الميكانيكية ، بينما تشمل العوامل الكيميائية ثاني أكسيد الكربون والأكسجين وتركيب الركيزة ومبيدات الآفات ومبيدات الفطريات. تنوع النباتات ، والإجهاد )الطقس القاسي( ، والحشرات ، وتركيز الجراثيم مجتمعة وهي عوامل بيولوجية قد تؤثر على إنتاج السموم وتلعب درجة الحرارة والنشاط المائي (AW) 71 ، والأكسجين ودرجة الحموضة دورا فى إنتاج السموم الفطرية.

كمية السموم الفطرية التي يحتاجها الطائر للإصابة تعتمد على عدة عوامل، مثل نوع السم الفطري، عمر الطائر، نوع الطائر، حالته الصحية، ومستوى تعرضه السابق لهذه السموم. ومع ذلك، فإن السموم الفطرية تكون ضارة حتى بتركيزات منخفضة، ويمكن تقسيم التأثير إلى نوعين:

1- التسمم الحاد (Acute toxicity) :

يحدث عند تعرض الطائر لتركيز عالٍ من السموم الفطرية في فترة قصيرة. يعتمد ذلك على نوع السم، ولكنه غالبًا ما يتراوح بين 2-10 ملليغرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم للسموم الأكثر خطورة، مثل الأفلاتوكسين (Aflatoxin).

2- التسمم المزمن (Chronic toxicity) :

يحدث عند تعرض الطائر لتركيزات منخفضة من السموم لفترة طويلة. في هذه الحالة، يمكن أن تكون الكمية أقل بكثير، وقد تكون أقل من 1 ملليغرام لكل كيلوجرام من العلف، لكنها تؤدي إلى مشاكل تراكمية مثل انخفاض المناعة، ضعف النمو، وانخفاض الإنتاجية.

الأفلاتوكسين أحد الأسباب الرئيسية المسببة للسموم الفطرية في الأعلاف، ولذلك يُعد من التحديات الكبيرة في صناعة الدواجن بسبب تأثيراته الضارة على صحة الدواجن حيث يسبب كثير من الاعراض أهمها تباطؤ النمو وانخفاض بالوزن و انتاج البيض. كما يؤدي إلى تلف وتليف بالكبد  و تدهورًا في وظائفه او حتى فشله فى الحالات الحادة .وأيضا يؤثر على الجهاز المناعى للدواجن، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية. والتسمم الحاد بالافلاتوكسين يؤدى الى زيادة معدل نفوق الدواجن.

الوقاية من تلك السموم الفطرية يتطلب جهودا كثيرة منها:

  1. مراقبة جودة الأعلاف لذلك يجب التأكد من أن الأعلاف خالية من التلوث بالفطريات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تخزين الأعلاف في ظروف مناسبة لمنع نمو الفطريات، مثل الحفاظ على جفاف الأعلاف ودرجات حرارة معتدلة و تقليل الرطوبة في الأعلاف إلى أقل من 13% لأن الفطريات تنمو في الظروف الرطبة.
  2. استخدام إضافات غذائية مضادة للسموم وهى مواد مضافة للأعلاف (Mycotoxin Binders) ,تسمى الروابط الماصه مثل البنتونيت والزيوليت، والتي تعمل على ربط السموم الفطرية مثل الأفلاتوكسين في الجهاز الهضمي وتمنع امتصاصها في الجسم.
  3. استخدام مضادات أكسدة طبيعية أو صناعية مثل فيتامين E.فيتامين C.والسيلينيوم، الذي يعزز مقاومة الطيور للأضرار التأكسدية الناتجة عن السموم الفطرية.
  4. استخدام مواد مضادة للفطريات (Fungicides) مثل البروبيونات أو الفورمات، و تضاف إلى الأعلاف لمنع نمو الفطريات.
  5. اختيار الأعلاف الخالية من السموم حيث اصبح من المهم اختيار الحبوب والاعلاف التي تكون خالية من الفطريات والسموم الفطرية عن طريق فحصها للكشف عن وجود السموم بها.
  6. التحكم في الرطوبة والتهوية لأن الفطريات تنمو في بيئات رطب لذلك يجب التأكد من أن مستودعات الأعلاف والمزارع جافة بشكل جيد وأن التهوية فيها مناسبة لتقليل فرصة نمو الفطريات.

العلاج من السموم الفطرية فى الدواجن:

  1. استخدام أدوية أو مكملات غذائية لتحسين وظيفة الكبد مثل السيلمارين Silymarin))وهو مستخلص طبيعى من نبات الشوك لإصلاح انسجة الكبد ومستحضرات تحتوى على فيتامين B12  لدعم عملية الأيض وتجديد خلايا الكبد  وفيتامين Kللمساعدة فى تحسين وظائف الكبد وتقليل النزيف الداخلي.
  2. إضافة مضادات السموم وهى مواد ماصة (Adsorbents) ترتبط بالسموم الفطرية في الجهاز الهضمي وتمنع امتصاصها، مثل الزيوليت الطبيعي(Zeolite)  والبنتونايت (Bentonite clay).
  3. استخدام الإنزيمات المحللة للسموم لتفكيك وتكسير السموم الفطرية مثل الإيبوكسيديز (Epoxide hydrolase)  حيث يعمل على تفكيك السموم الفطرية مثل الأفلاتوكسين إلى مركبات أقل ضررًا.   واستخدام انزيما الفيتيز ((Phytase والأميليز (Amylase) لتحسين الهضم وتقليل التأثيرات السامة.
  4. استخدام مضادات الاكسدة حيث ان الأفلاتوكسين يزيد من إنتاج الجذور الحرة التي تدمر الخلايا حيث ان فيتامين Eيضاف لحماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي و فيتامين C يعزز المناعة ويقلل من تأثيرات السموم و السيلينيوم معدن مهم لدعم الجهاز المناعي وحماية الكبد.
  5. تعزيزوتقوية المناعة عن طرق المكملات الغذائية مثل الزنك والسيلينيوم والبروبيوتيك (Probiotics): لتحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز المناعة و مستحضرات تحفز المناعة مثل البيتا جلوكان (Beta-glucans).
  6. استخدام أدوية داعمة كالمضادات حيوية لعلاج الالتهابات الثانوية وأدوية مدرة للبول لتسريع التخلص من السموم.
  7. التخلص من الأعلاف الملوثة بشدة إذا كانت نسبة التلوث عالية جدًا، من الأفضل التخلص من الأعلاف الملوثة لتجنب المزيد من التسم.

علامات تدل على تحسن الطائر بعد العلاج:

1- زيادة النشاط والحركة.

2- تحسن النمو وزيادة الوزن.

3- استعادة إنتاج البيض في الدجاج البياض.

4- انخفاض معدلات النفوق.

فقد بات من الضرورى إضافة مضادات السموم الفطرية لأعلاف الدواجن للحد من التأثيرات الضاره لهذه السموم الفطرية التى تعد من أخطر التحديات التى تواجه قطاع الدواجن لتحسين الأداء الإنتاجى والحفاظ على صحة الطيور وتقليل النفوق الذى بدوره يسهم فى حل كثير من المشكلات التى تواجه المربيين.

Comments are closed.