د رحاب عبدالمنعم تكتب: تطور إستزراع الأسماك في مصر
باحث امراض الأسماك- معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل فرعى الإسماعيلية -مركز البحوث الزراعية- مصر
لطالما إشتهرت مصر بثرائها الزراعي وتنوع محاصيلها، وكذلك بإستزراع الأسماك على ساحة القطاع الزراعي المصري. والإستزراع السمكى يمثل حلاً واعدًا لتوفير البروتين وتحقيق الأمن الغذائي في ظل تحديات النمو السكاني وتغير المناخ.
بداية إستزراع الأسماك:
شهد إستزراع الأسماك في مصر تطورًا ملحوظًا منذ بداياته في السبعينيات. ففي حين كانت المزارع الحكومية هى البداية، سرعان ما تحول القطاع السمكى إلى شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص. واليوم تضم مصر أكثر من 200 ألف مزرعة إستزراع أسماك توفر فرص عمل لأكثر من مليون شخص وتلبي احتياجات غذائية أساسية لملايين المصريين.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لإستزراع الأسماك
الإستزراع السمكى يلعب دورًا حيويًا في الإقتصاد المصري، حيث يعتبر مصدرًا مهمًا للدخل وخلق فرص عمل للمزارعين والعمال. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الإستزراع السمكى في تلبية احتياجات السوق المحلية من الأسماك، مما يقلل من الاعتماد على الواردات ويحسن التوازن التجاري للبلاد.
التحولات في مزارع الأسماك
شهدت مزارع الأسماك في مصر تحولات كبيرة على مر السنين، حيث بدأت كمشاريع صغيرة في المناطق الريفية وتطورت لتصبح مزارع كبيرة ومتطورة تستخدم تقنيات حديثة في إنتاج الأسماك. وتشمل هذه التقنيات استخدام أنظمة الإستزراع المغلقة وتكنولوجيا التحكم في جودة المياه وإدارة الأعلاف بشكل فعال.
الأنواع المستزرعة من الأسماك
يحتل البلطي مكانة مميزة في إستزراع الأسماك بمصر، ويمثل حوالي 70% من الإنتاج. إلا أن القطاع لا يقف عند هذا الحد، بل يشهد تطويرًا مستمرًا. كما يتم إستزراع أنواع أخرى مثل الجمبري والبورى والقاروص والدنيس. وتركز الجهود البحثية والتطويرية حاليًا على استحداث أنواع جديدة ذات قيمة تجارية أعلى، مثل السالمون.
التحديات والفرص في الإستزراع السمكي
على الرغم من النمو الكبير الذي يشهده قطاع إستزراع الأسماك في مصر، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل محدودية موارد المياه العذبة، و إرتفاع تكاليف الأعلاف، والأمراض التي تصيب الأسماك وتلوث المياه. ومع ذلك، يعمل المختصون والباحثون على إيجاد حلول مبتكرة، مثل الإستغلال الأمثل للمياه في أنظمة الإستزراع المغلقة واستخدام بدائل مستدامة للأعلاف.
الإستدامة والمسؤولية البيئية في الإستزراع السمكي
يعتبر الإستزراع السمكى في مصر ملتزم بتعزيز الإستدامة والمحافظة على البيئة، من خلال إتباع ممارسات زراعية مستدامة واعتماد أنظمة إدارة بيئية فعالة. كما يلتزم الإستزراع السمكى بالامتثال للمعايير البيئية والصحية المحلية والدولية.
التوجهات المستقبلية في مجال الإستزراع السمكي
يتوقع أن يشهد قطاع إستزراع الأسماك في مصر مزيدًا من النمو والتطور في السنوات المقبلة. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها زيادة الطلب على البروتين الحيواني، وتنمية الوعي بالفوائد الصحية للمأكولات البحرية، ودعم الحكومة لهذا القطاع. وتسعى الحكومة لتحقيق ذلك من خلال دعم الإبتكار وتطوير التقنيات المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي، والحفاظ على جودة المياه والبيئة المحيطة بالمزارع. وبذلك، تأمل مصر أن تصبح من رواد إستزراع الأسماك على مستوى العالم، وتضمن مستقبلًا آمنًا.
في الختام:
يعد إستزراع الأسماك قطاعًا زراعيًا إستراتيجيًا في مصر، ويمثل عنصرًا رئيسيًا في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الإقتصاد الوطني. ومع التغلب على التحديات الحالية والإستفادة من الفرص المتاحة، فإن هذا القطاع لديه إمكانات هائلة للمساهمة في تنمية مستدامة لمصر خلال السنوات المقبلة.
المصادر:
- المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (فاو).
- الجمعية العربية للاستزراع المائى.
- وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية.
- جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية
Comments are closed.