باحث أول – المعمل الفرعي في كفر الشيح – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر
يشهد العالم زيادة سكانية متسارعة، مما يتطلب بذل جهود كبيرة لضمان تلبية الطلب المتزايد على الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، هناك فجوة متنامية بين الطلب على الغذاء والإمدادات الغذائية.
وتعتبر تربية الأحياء المائية مصدرًا غذائيًا مهمًا حيث توفر أكثر من 22% من البروتين الحيواني. نظرًا للنمو السريع في تربية الأحياء المائية، أصبح من الضروري تطوير استراتيجيات لمكافحة الميكروبات التي تتسبب في معدلات نفوق متفاوتة من الأسماك، حسب شدة الإصابة.
كان استخدام المضادات الحيوية هو الخيار الأول لمكافحة هذه الميكروبات، ولكن مع الاستخدام غير المنتظم والكثيف للمضادات، تراجعت كفاءتها بسبب ظهور سلالات مقاومة، إضافة إلى المتبقيات الدوائية التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان كمستهلك نهائي للأسماك المستزرعة. هذا الأمر دفع إلى البحث عن بدائل فعّالة للحد من استخدام المضادات الحيوية أو على الأقل تقليصها. من بين هذه البدائل، يبرز البروبيوتيك كخيار مهم وفعّال.
فوائد واستخدامات البروبيوتك
البروبيوتيك هو مجموعة من الميكروبات النافعة غير الضارة التي تلعب دورًا حيويًا في تحفيز جهاز المناعة للكائنات الحية ضد الميكروبات المسببة للأمراض. كما يساعد البروبيوتيك في تحسين عمليات الهضم وامتصاص العناصر الغذائية المختلفة، مما يساهم في تحسين الصحة العامة للأسماك. بالإضافة إلى ذلك، يساهم البروبيوتيك في تحسين جودة المياه في أحواض التربية، مما يعزز بيئة الاستزراع السمكي.
تم استخدام مصطلح “بروبيوتيك” لأول مرة في عام 1965، ومنذ ذلك الحين واصل الباحثون دراسة أنواع مختلفة من البكتيريا والخمائر التي يمكن استخدامها كبروبيوتيك. ونتيجة لذلك، تم اكتشاف العديد من الكائنات الدقيقة التي يمكن الاستفادة منها.
أشهر أنواع البروبيوتك المستخدمة في تربية الأسماك:
- Bacillus spp.
- Lactococcus lactis
- Saccharomyces cerevisiae
- Debaryomyces hansenii
- Spirulina
- Lactobacillus
- Bifidobacterium
طرق عمل البروبيوتيك:
تعمل البروبيوتيك على القضاء على الميكروبات الضارة أو منع نموها وتكاثرها بطرق مختلفة، منها:
- منافسة الميكروبات الضارة على الأماكن التي تفضلها وتلتصق بها.
- منافسة الميكروبات الضارة على العناصر الغذائية التي تحتاجها للنمو والتكاثر.
- إفراز مواد قاتلة أو مثبطة لنمو الميكروبات الضارة.
- تنشيط وتحفيز الجهاز المناعي للأسماك بزيادة مستوى الأجسام المضادة وخلايا الالتهاب التي تهاجم الميكروبات الضارة.
- تحسين مستوى النمو من خلال رفع كفاءة الاستفادة الغذائية بزيادة مستوى إنزيمات الهضم.
- تحسين جودة المياه التي تُربى فيها الأسماك، حيث تستخدم البروبيوتيك في معالجة المياه من التلوث وتنظيف مياه الصرف باستخدام كائنات دقيقة قادرة على إزالة المركبات السامة مثل الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين والأحماض العضوية.
طريقة اضافة البروبيوتك:
- دمج البروبيوتيك في كريات العلف أو اضافتها كمسحوق أو سائل أثناء التغذية
- وضع البروبيوتيك مباشرة في مياه الاستزراع مما يساعد في تحسين صحة الأسماك حيث تصبح مياه الاستزراع خاليه من الغازات الضارة مثل الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين والنفايات العضوية الأخرى .
محاذير عند استخدام البروبيوتك للأسماك:
- تأثير التفاعلات اللاهوائية: البروبيوتيك تعمل على تكسير المخرجات النيتروجينية مثل الأمونيا، وهي عملية تحتاج إلى الأكسجين. وإذا لم يتوفر الأكسجين الكافي، قد يتحول التفاعل إلى تفاعل لا هوائي ينتج عنه مواد سامة تؤثر سلبًا على البيئة المائية.
- ترسب البروبيوتيك في قاع الحوض: حيث يكون مستوى الأكسجين في القاع منخفضًا، لذلك ينصح بتقليب المياه وتحريكها لضمان توزيع البروبيوتيك بشكل متساوٍ في جميع أنحاء الحوض، مما يزيد من استفادة الأسماك من البروبيوتيك.
- استخدام البروبيوتيك المحلي: يفضل استخدام البروبيوتيك المستخرج من أمعاء الأسماك المحلية، حيث إنه موجود بالفعل في المياه ويحتاج فقط إلى تنشيط. من المهم أيضًا أن تكون المياه في بيئة المزرعة ذات درجة حموضة (pH) مناسبة، حيث يفضل ألا تكون المياه قلوية جدًا.
المراجـــــع
1- Aquaculture, 431, 129 – 135.
2- Journal of the world Aquaculture society 41. 16-27.
Comments are closed.