ift

د صفوت كمال يكتب: مخاطر مرض حمي الثلاث أيام علي الماشية

أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية

هو ميكروب فيروسي معدي حاد يصيب الماشية في الاعمار المختلفة وبالأخص الأبقار مسبباً خسائر اقتصادية كبري . وإن لم يتم يتسبب في نفوق الحيوان وتأتى الخسائر من النقص الحاد فى انتاج اللبن وعدم قدرة الحيوان المصاب علي الأكل مما يؤدي الي حدوث نقص كبير في وزنه.

المخاطر الإقتصادية لمرض حمي الثلاث أيام

يتسبب المرض في حدوث خسائر إقتصادية في القطعان التي يصيبها. ومن أهم تلك الخسائر:

إنخفاض حاد وسريع في إنتاج الحليب في الحيوانات المصابة لا يقل عن 50 % وقد يتوقف إفراز الحليب تماماً في بعض الحالات ثم يبدأ الإنتاج في العودة التدريجية لمعدلاته الطبيعية خلال مدة زمنية مدتها ثلاثة اسابيع من بعد إختفاء الاعراض.

تنخفض أوزان الحيوانات المصابة بحدة وسرعة خاصة الحيوانات الحلوب ، او الحيوانات المنتجة لللحم وقد لا يعود الحيوان الي وزنه الذي كان عليه قبل الإصابة الا بعد مرور 5 أسابيع ويحدث الإجهاض في نسبة عالية من الحيوانات العشار المصابة خاصة في الثلث الأخيرمن الحمل. وفي بدايات وأوساط مدة الحمل قد تحدث تشوهات خلقية للأجنة إذا استمر الحمل.

المرض يسبب العقم المؤقت (لمدة ثلاثة شهور) أو الدائم في بعض الثيرانالمصابة بالمرض وسبب ذلك خسائر فادحة في القطعان.

أسباب مرض حمي الثلاث أيام

فيروس حمي الثلاثة أيام مصنف ضمن مجموعة الفيروسات المنقولة بمفصليات الأرجل (البعوض) وبالرغم من أن هذا المرض يصيب الأبقار الا أنه قد لوحظت بعض الحالات في الجاموس. ويبدأ هذا المرض في الظهور مع بداية موسم تكاثر الحشرات في الربيع والصيف ويتميز بالإنتشار وبشكل وبائي خلال فترات هطول الأمطار حيث يكثر البعوض مما يؤدي الي إنتقال المرض من الحيوان المصاب الي آخر سليم بواسطة الناموس بمص الدم.

أعراض  مرض حمي الثلاث أيام

 فترة حضانة المرض من يومين الي ثلاثة أيام تبدأالأعراض بظهور حمي مفاجئة مترافقة مع سيلان من الأنف و العين وتورم الجفون وسرعة النبض والتنفس مع ضيق في التنفس. وينقطع الحيوان عن تناول الأكل مع إنخفاض شديد في إنتاج اللبن ويكون الحليب مدمماً وتزداد قابلية الضرع للإصابة بالبكتيريا.

وحدوث الإجهاض في معظم الحيوانات الحوامل المصابة في مراحل الحمل المختلفة نتيجة التأثير السلبي للحمي علي المشيمية.

وتأخر نزول المشيمة في كل حالات الولادة أو الإجهاض مع جدوث سيلان مهبلي. والثيران حساسة جداً للمرض حيث يلاحظ عندها العقم المؤقت وظهور علامات الإعياء وتسييل الأطراف وصعوبة في المشي والحركة ثم حدوث عرج واضح في اليوم الثاني في بعض الحالات ، أو قد يحدث رقاد تام في حالات أخري . بل وفي بعض الحالات قد يظهر تورم في المفاصل وحول مفصلي الفك ورقاد تام وعدم القدرة علي الحركة في بعض الحيوانات خاصة ثقيلة الوزن وفقدان سريع واضح للوزن خاصة في حيوانات إنتاج اللحم أو الحيوانات المنتجة للحليب.

في اليوم الثالث يظهر تحسن وتتعافي معظم الحالات ويبدأ الحيوان في الحركة بحرية ويبدأ تدريجياً في تناول غذاؤه.

هذا وقد تستمر أعراض صعوبة المشي  والعرج والإعياء علي بعض الحيوانات لمدة يومين أو ثلاثة آخرين. و يكون تأثير المرض علي العجول والعجلات الصغيرة (حتي عمر 15 شهر) أقل منه علي الحيوانات غير البالغة عمراً حيث أن الحيوانات غير البالغة تكاد لا تتأثر بالمرض ، وقد ترقد بعض الحيوانات بشكل دائم بسبب تأثير المرض علي النخاع الشوكي والعصب الوركي.

لا تحدث حالات نفوق الا بنسب ضئيلة بسبب هذا المرض ولكن هذه النسبة تزيد تزايداً مضطرداً بسبب جدوث مضاعفات أو بسبب حدوث مضاعفات أو بسبب العدوي الثانوية بأمراض أخري.

علاج مرض حمي الثلاث أيام

عند ظهور مرض حمي الثلاث أيام يجب إراحة الحيوان وإعطائه خافضات للحرارة مع استخدام المضادات الحيوية لتجنب العدوي الثانوية بالبكتريا وعند ظهور أعراض الرقاد وصعوبة المشي يحقن الحيوان بمحلول الكالسيوم في الوريد ببطء كل 6 ساعات في اليوم الأول للإصابة مع إعطاء المقويات ومضادات الحساسية.

طرق المكافحة والوقاية من مرض حمي الثلاث أيام 

لتفادي حدوث المرض يراعي الإهتمام بمستوي النظافة داخل الحظائر وتجنب وجود الحشرات بوضع سلك علي النوافذ واستخدام المبيدات الحشرية داخل الحظائر و أيضاً ترش الحيوانات بطاردات الحشرات وعدم استيراد حيوانات من مناطق استيطان المرض أو إدخال حيوانات مجهولة المصدر علي حظائر التربية والتبليغ عن الحيوانات المشتبه بها وعمل حجر بيطري للحيوانات حديثة الشراء لمدة 21 يوم والحد من الزيارات في أماكن تجمعات الحيوانات والحد من تحركات وتنقلات العاملين داخل المزارع وبين الحظائر والتدقيق علي استعمال المطهرات المناسبة لبوابة المزرعة للسيارات والأفراد.

التحصين أهم خطوات الوقاية من مرض حمي الثلاث أيام

يستعمل لقاح حمي الثلاثة أيام المثبط لحماية الأبقار والجاموس من الإصابة بالمرض وذلك بتحصين الحيوانات عند عمر 6 شهور فأكثر ، بجرعة أولي 2سم3 تحت الجلد ثم جرعة ثانية 2سم3 تحت الجلد بعد أربعة أسابيع من الجرعة الأولي ، وتحصن الحيوانات سنوياً بهذا البرنامج. أما في الحالة حدوث وباء ، فيستخدم اللقاح ثم جرعة منشطة بعد أسبوعين من التحصين ، وهذا اللقاح يعطي مناعة أمية في السرسوب تقي الحيوانات الصغيرة حتي عمر 5-6 شهور كما أنه آمن في حالة الحوامل. 

 

Comments are closed.