ift

د علي زناتي يكتب: التحصين واللقاحات في مزارع الدواجن

باحث اول- معهد بحوث صحة الحيوان- مركز البحوث الزراعية- مصر

يقوم جميع المربين واصحاب مزارع الدواجن بعمليات تحصين متكررة لقطعانهم وذلك لحماية هذه القطعان من الامراض الفيروسية الخطيرة مثل مرض النيوكاسل والجمبورو والمارك ومرض متلازمة انخفاض البيض Egg drop  syndrome (EDS) ومرض التهاب الشعب الهوائية المعدي Infectious bronchitis (IB).

احيانا او في حالات كثيرة يعتمد نجاح التربية في المشروع على مدى قيام المربي بعملية التحصين بأسلوب صحيح وناجح.

عدم معرفة بعض المربين باللقاحات وعدم التعامل السليم معها وعدم اتباع الإجراءات المطلوبة عند اجراء عملية التحصين قد تؤدي الى كوارث مرضيه كبيره وتعرض المربي والمشروع لخسائر اقتصادية هائلة.

لذلك من الضروري أن يعرف المربي ما هو التحصين ؟

وكيف يتعامل مع هذه اللقاحات اثناء النقل والخزن؟

وما هي الإجراءات او الخطوات الصحيحة عند اجراء عملية التحصين ؟

وهل من الافضل القيام بعملية التلقيح عن طريق ماء الشرب او الرش او قطرة بالعين او الحقن تحت الجلد؟ ولماذا؟

التحصين واللقاحات  (Vaccine and vaccination)

اللقاح (Vaccine) عباره عن مادة تحتوي على نفس المسبب المرضي ولكن بشكل ضعيف او مضعف او ميت. تقوم هذه المادة عند تقديمها للطيور عن طريق ماء الشرب او الرش او الحقن (حسب نوع اللقاح) بتنشيط وتحفيز الجهاز المناعي للطيور على انتاج اجسام مضادة مناعيه او احداث مناعة خلوية وبالتالي القيام باستجابة مناعيه ناجحة تجعل الجسم قادرا على حماية نفسه عند أصابته بنفس المسبب المرضي الضاري عند العدوى الطبيعية.

اذن عملية التحصين (Vaccination) تعني ببساطه ادخال المسبب المرضي لداخل الجسم لكي يتعلم الجهاز المناعي للحيوان كيف يبني مناعة قوية ضد هذا المسبب المرضي.

فعندما نقوم بتحصيين بلقاح النيوكاسل عن طريق ماء الشرب مثلا فان الفيروس اللقاحي الضعيف سوف يدخل الى داخل الجسم ليحفز مناعة الجسم وسيقوم الجهاز المناعي بإنتاج اجسام مضادة (Antibody) وهي عباره عن بروتينات مناعيه كذلك يقوم الجهاز المناعي بتنشيط مناعته الخلوية ضد هذا المسبب الرضي.

وهي عبارة عن بروتينات بالإضافة الى الخلايا المناعية المنشطة سوف تبقى في دم الطيور لتكون كسلاح يقيها عند تعرضها للإصابة الطبيعية بنفس فيروس النيوكاسل الضاري.

اذن الجسم سيمتلك السلاح الوافي ضد هذا المرض الخطير. اذا كان الطير غير محصن وتعرض للإصابة الطبيعية بالفيروس المرضي الضاري فان الجسم سيحتاج الى 10-7 ايام لأحداث مناعة ضد الفيروس وخلال هذه الفترة سيقوم الفيروس الضاري بأحداث المرض وتعريض الطيور المصابة للهلاك المؤكد خلال هذه الفترة.

نبذة تاريخية عن التحصين

منذ نهاية القرن السابع عشر دون العالم ادورد جنر (Edwerd Gener) ملاحظته في أن الحلابين بحقول الأبقار لا يصابون بمرض الجدري الذي يصيب الانسان.

ففي ذلك التاريخ كان الجدري يحصد عند تفشيه الملايين من البشر لكونه مرض فيروسي جلدي خطير ولا يوجد لقاح ضده آنذاك. العالم جنر لاحظ ان المشتغلين بحلب الأبقار لا يصابون بالمرض.

دون هذه الملاحظات في كتيبه. وبعد حوالي مئة عام قام العالم الفرنسي المعروف لويس باستور (عام ۱۸۹۷) بأول عملية لإنتاج لقاح بكتيري ضد مرض الكوليرا بعد أن اكتشف فكره انتاج هذا اللقاح عن طريق الصدفة.

فقد كان باستور ينمي بكتريا الكوليرا Pasturella multocida ويصيب بها اعداد من الدجاج في مختبره. كان عنده زرع قديم من هذه البكتريا وقام بتلقيح دجاجه فلم يظهر عليهم المرض.

بعد ذلك جاء بزرع بكتيري جديد وحديث ولقح الدجاج فلم يصاب بالمرض. بعد ذلك جاء بزرع بكتيري جديد ولقحه محدثه اصابة بمرض الكوليرا وظهرة اعراض المرض على الدجاج.

اذن استنتج باستور ان الزرع البكتيري القديم كان ضعيف فلم يحدث اصابه مرضيه ولكن الدجاج قد تم تلقيحه وحدثت عنده مناعة. فعند تعريضه للبكتريا الضارية بالتلقيح الثاني فان مناعته الجسمية منعت الاصابة بالمرض.

عند ذاك تذكر باستور ملاحظات العالم جبز القديمة وقال ان الملايين يتعرضون لفايروس الجدري الذي يصيب الأبقار لذلك تعتبر هذه العملية لهم كعملية تلقيح لذلك لا يصابون بجدري الانسان عند ظهوره على شكل وباء. لذلك أطلق باستور على عملية التلقيح اسم Vaccination لان كلمه Vacca باللاتينية تعني بقره وذلك تخليدا” لملاحظة جنر قبل مئة عام.

خطوات عملية انتاج اللقاحات الحية

تقوم شركات بيطرية خاصة بعملية تصنيع اللقاحات البيطرية الفيروسیه وذلك وفق الخطوات التالية:

* خطوة الحصول على البذرة اللقاحية (Master seed) وذلك باستيرادها من الجامعات والمراكز البحثية. والتي تمتلك أكبر بنوك للفيروسات اللقاحية بالعالم. البذرة اللقاحية تأتي على شكل فيالات (Vials) مجفده يتم تخفيفها بنسبه واحد لكل مئة ألف باستخدام الملح الفسيولوجي (Saline). اي المللتر الواحد يخفف مع ۱۰۰ لتر من محلول الملح الفسيولوجي.

* خطوة تكثير الفيروسات في اجنه البيض. يتم وضع بيض للتحضين وبعد مرور ۱۱-۹ يوم يتم حقن البيض بمقدار ۰٫۱ مللتر من المحلول الفيروسي . الهدف من العملية لأجل تكثير الفيروسات والتي لا تنمو الا داخل الخلايا الحيوانية وتعتبر اجنة البيض أفضل موطن لنموها. يتم حقن البيض بعد اجراء عملية فحص ضوئي (Candling) وتحدد موقع الحقن بالقرب من الغرفة الهوائية Air cell وبواسطه حقنه أوتوماتيكية (ابره) رفيعة جدا ثم تغطى منطقة الحقن بالشمع او الشريط الشفاف ويعاد البيض للتحضين.

* خطوة جمع السائل الكوريو الانتوزي (Chorio-allantoic fluid). حيث يتم اخراج البيض باليوم الخامس بعد الحقن. وتزال قشرة البيضة واغشيتها من موقع الغرفة الهوائية. ثم يتم شفط السائل من البيض ليتجمع داخل وعاء كبير.

* خطوة معايرة (Titration) السائل (Chorio-allantoic fluid) لمعرفة عدد الفيروسات الموجود في كل مللتر من السائل. فعندما تخرج نتيجة المعايرة بان هنالك ۱۰ اس ۱۰  جسم فيروسي لكل مللتر من السائل. وبما أن الجرعة اللقاحية (Dose) للقاح النيوكاسل والكافيه لتلقيح طير واحد. تبلغ ۱۰ اس ۷  من هنا سنعلم أن المللتر من السائل النقانيقي سيكون كافي لتلقيح ۱۰۰۰ طائر.

* خطوة تعبئة السائل (Chorio-allantoic fluid) في الفيالات وهي عباره عن عبوات زجاجيه صغيره. فعندما يراد تسويق عبوات تحوي كل منها ۱۰۰۰ جرعة يوضع في كل عبوه مللتر واحد من السائل. اذا المطلوب ۲۰۰۰ جرعة يوضع في كل علبة ۲ مللتر من السائل وهكذا.

* خطوة اضافة الحليب الفرز (Skimmed milk) وهو حليب خالي من الدهن يعتبر كماده حاملة للفايروسات اللقاحية.

* خطوات تجفيد اللقاح Freeze-drying. حيث يتم تجميد العبوات اولا” ثم تعرضها لجهاز التجفيد حيث يتم تعريض اللقاح لخلخلة ضغط تضمن تحويل السائل المجمد من الحالة الصلبة الى الحالة الغازية دون المرور الحالة السائلة.

* خطوة غلق الفيالات ووضع العلامات الخاصة باللقاح واسم الشركة وعدد الجرع الموجودة في كل علبة. فتوجد علب تحوي 1000 ولغايه 5000 جرعة حسب رغبه الشركة المسوقة.

خطوات انتاج اللقاحات الزيتية (اللقاح الميت)

اللقاحات الزيتية (Oil vaccines) عباره عن لقاحات ميته. أي تم قتل الفيروسات الموجودة فيها ولهذا تقدم هذه اللقاحات للطيور بواسطة الحقن (Injection) حيث يتم مسك كل دجاجه وحقنها بإبره وبمقدار 0،5 مللتر لكل دجاجه حقنه تحت جلد الرقبة او في عضلة الفخذ أو الصدر. خطوات انتاج هذه اللقاحات الميتة هي نفس الخطوات السابقة في انتاج اللقاحات الحية ولكن عند خطوة جمع السائل من البيض يتم قتل الفيروسات.

عملية القتل للفيروسات تتم اما عن طريق اضافة الفورمالين بنسبة مللتر واحد فورمالين لكل لتر سائل (1000 مللتر). او بإضافة مادة Betapropiolacton بنسبه 1 مللتر لكل 2 لتر سائل (1000 مللتر).

هذه الطرق الحديثة لقتل الفيروسات تضمن بقاء شكل الفيروس الخارجي دون تأثير بعكس طريقه استخدام الحرارة وهي الطريقة القديمة والتي تؤثر على الشكل الخارجي للفيروس اللقاحي.

بعد ذلك يتم حقن المحتويات بالحاضنه على درجه 37 مئوي ولمدة 18 ساعة. وللتأكيد من اتمام عملية قتل الفيروسات يتم امرار عينة من السائل في اجنه بيض بعمر 9-11 يوم وملاحظه تأثير على الأجنة.

بعد اعادة البيض للحاضنات ومراقبته لمدة 3 يوم والتأكد من عدم تأثير الأجنة فان هذا يعني ان الفيروسات ميته. بعد ذلك تضاف الزيت وهو اما زيت بنائي مثل زيت الفستق او زيوت معدنيه وتضاف مادة مستحلبه (Emulsifier).

ضمن المعروف أن السائل من البيضة مائي القوام وهو لا يمتزج مع الزيت لذلك تضاف المادة المستحلبة لضمان تمام امتزاج المادتين لان هذه المادة لها طرفين احدهما كاره للماء (Hydrophobic) واخر محب للماء (Hydrophilic).

لهذا فان هذه المادة سوف تحيط بقطرات الماء بحيث يكون طرفها الكاره للماء متجه للخارج حيث الوسط زيتي. وطرفها المحب للماء للداخل حيث الوسط المائي.

اذن في هذا المستحلب سيكون هنالك وسط مستمر Continuous phase وهو الزيت ووسط منتشر (Dispersed phase) وهو قطرات الماء التي سيتواجد داخلها فيروسات اللقاح. عادة تعلب اللقاحات الزيتية في قناني بلاستيكية تتسع الواحدة منها الى 1000 جرعة أي تكفي الى 1000 دجاجه . وبما أن كمية الجرعة 0،5 مللتر التلقيح الدجاجة الواحدة لذلك فان حجم السائل اللقاحي الزيتي الموجود في كل قنينه هو نصف لتر (500 مللتر).

Comments are closed.