الفتق هو حالة طبية تحدث عندما يخرج جزء من الأنسجة الداخلية أو الأعضاء عبر فتحة أو ضعف في جدار البطن أو العضلات المحيطة بها، وهو ليس مقتصرًا على البشر فقط، بل يمكن أن يصاب به الحيوانات، بما في ذلك القطط.
الفتق عند القطط
هناك عدة أنواع من الفتق التي يمكن أن تصاب بها القطط، ولكن الأكثر شيوعًا هي:
1-فتق الحجاب الحاجز
يُعتبر الفتق المنزلق من بين أكثر أنواع الفتق غرابة، وينشأ نتيجة عيب خلقي في الحجاب الحاجز. في هذه الحالة، قد يظهر الفتق بشكل متقطع ويصنَّف ضمن الفتق الحجابي، حيث تندفع أحشاء البطن عبر الحجاب الحاجز.
2-الفتق الإربي
يحدث الفتق الإربي عندما تبرز الأمعاء عبر القناة الأربية، مما يؤثر على منطقة الفخذ. غالبًا يمكن دفع هذا النوع من الفتق إلى مكانه بشكل يدوي، إلا أن المشكلة تصبح خطيرة عندما تحتجز الأمعاء داخل جدار العضلات. في هذه الحالات، يمكن أن يشكِّل الخطر تهديدًا لحياة القطة، حيث يؤدي انحصار الأنسجة إلى انقطاع تدفق الدم وبالتالي يتطلب تدخّلًا فوريًا. يجدر بالذكر أن الفتق الإربي نادر الحدوث بين القطط، وعادة ما يظهر لدى الإناث الحوامل.
3-الفتق السري
يظهر الفتق السُّرّي أسفل القفص الصدري على الجانب السفلي من بطن القطة، قريبًا من السرة، وقد يبدو على شكل تورّم طري أو كتلة إسفنجية تحت الجلد. يمكن ملاحظة هذه الحالة عادة عند بكاء القطة أو عند الإجهاد مثل المواء أو الوقوف.
ينجم هذا النوع من الفتق عن وجود فتحة في جدار العضلات، مما يسمح للأعضاء بالاندفاع عبر منطقة السرة. غالبًا ما يحدث هذا عندما لا تُغلق الحلقة السرّية بشكل صحيح بعد الولادة، ويكون شائعًا في القطط الصغيرة.
في معظم الأحيان، يُعتبر الفتق السري غير مؤلم ولا يشكّل خطرًا على صحة القطة. وفي الحالات البسيطة، قد يُغلق تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي بحلول عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر.
من المهم التنبيه على أن الفتق غير المصحوب بمضاعفات يمكن إعادته برفق إلى مكانه في كثير من الحالات، وغالبًا لا يتطلب تدخلًا جراحيًا. مع ذلك، في الحالات المعقدة التي يحدث فيها انحصار أو اختناق للأمعاء أو الأنسجة، يصبح التدخل الجراحي الفوري ضروريًا.
أعراض الفتق في القطط
إذا لاحظت ظهور أي من الأعراض التالية على قطتك، فهذا مؤشر على ضرورة زيارة الطبيب البيطري:
- فقدان الشهية
- الإصابة بالاكتئاب
- التقيؤ أو الشعور بالمرض
- الخمول الشديد
- وجود دم في البول
كيفية علاج الفتق في القطط
في بعض الحالات، يمكن ببساطة إعادة الأعضاء الداخلية إلى مكانها عبر جدار العضلات، وقد يلتئم هذا الجدار بعد ذلك بشكل طبيعي. لكن خطر عودة الفتق يبقى مرتفعًا، لذلك قد يقترح الطبيب البيطري إجراء إصلاح لجدار العضلات لتجنب حدوث مشكلات مستقبلية، حيث يمكن أن تؤدي الفتحات الصغيرة إلى خطر حدوث اختناق.
إذا لم تُغلق فتحة جدار العضلات تلقائيًا أو تعذر وضع الأعضاء داخل تجويف البطن بسهولة، أو إذا ظهرت مضاعفات مثل الاختناق، العدوى، أو الانسداد، يصبح التدخل الجراحي ضروريًا لعلاج الفتق.
قبل الإجراء، سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحوصات شاملة مثل تحليل البول، وعد دم كامل، وتحليل كيمياء الدم لتقييم الصحة العامة لحيوانك الأليف. إذا لم تكن حالة الفتق طارئة، قد يتم تأجيل العملية لمعالجة أي مشكلات صحية قائمة. وغالبًا ما يُجرى إصلاح الفتق غير الطارئ أثناء عمليات التعقيم أو الخصي لتجنب الحاجة إلى تخدير إضافي.
في ليلة ما قبل العملية، سيُطلب من حيوانك الأليف الصيام والامتناع عن تناول السوائل. أثناء العملية، سيتم وضع الحيوان تحت تخدير عميق باستخدام حقن عبر الوريد، مع إدخال أنبوب القصبة الهوائية للحفاظ على التخدير بالغاز.
سيقوم الطبيب البيطري بحلاقة وتنظيف منطقة الجراحة، ثم تعقيمها باستخدام أغطية مخصصة لضمان بيئة نظيفة وآمنة. خلال الإجراء الجراحي، تُعاد الأعضاء الداخلية إلى تجويف البطن، ويتم إصلاح أي أنسجة تالفة عند الضرورة قبل إغلاق الفتحة في جدار العضلات.
لإغلاق الفجوة، يمكن استخدام أنسجة عضلية محلية أو شبكة جراحية اصطناعية إذا كانت الفتحة كبيرة جدًا أو إذا استلزمت إزالة الأنسجة بسبب النخر. في النهاية، تُستخدم الغرز لإغلاق الشق الجراحي.
Comments are closed.