تُعتبر الخيول من أكثر الحيوانات نشاطًا وخفة، ومن أجملها على الإطلاق. بجمال قوامها الرشيق، ونعومة جلدها، وحركة خصلات شعرها المتمايلة، تمكنت من أسر قلوب العديد من عشاقها، لكن جمالها لا يتوقف عند مظهرها فقط، فالسرعة تمثل جزءًا كبيرًا من سحرها المميز، حيث تتنافس الخيول في مساحات شاسعة، تقطع فيها مسافات طويلة مليئة بالتحديات والعوائق والطرق الصعبة.
وبسبب هذا التنوع في القدرات، تختلف السلالات فيما بينها، حيث يتميز بعضها على الآخر بمعدلات أداء متفاوتة، فما هي أسرع سلالات الخيل في العالم؟
أسرع نوع خيول في العالم
1-خيل أخال تيكي
يُعد خيل أخال تيكي من أبرز وأجود سلالات الخيل على مستوى العالم، حيث يتميز بسرعته العالية وذكائه وقوته على التحمل. يُعرف هذا الصنف بين عشاق الخيول باسم “الأخيلة الذهبية” بسبب لمعان معطفه الفريد. ترجع أصول هذه السلالة إلى تركمانستان، وتُصنف كواحدة من أقدم سلالات الخيول التي لا تزال موجودة حتى اليوم. بفضل طبيعتها القوية وتحملها الاستثنائي، اشتهرت خيول أخال تيكي قديمًا بأنها الأفضل للاستخدام في المعارك والسباقات. كما كانت تُربى من قِبل القبائل البدوية لغرض التنقل، نظرًا لقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية والتأقلم مع الطبيعة الجغرافية الوعرة في تركمانستان.
باعتبارها من أقدم السلالات المستأنسة، طُورت خيول أخال تيكي لتحقق التوازن بين التحمل والسرعة، ما يجعلها ضمن قائمة أسرع الخيول عالميًا. يتراوح وزن هذه الخيول بين 900 و1000 رطل، بينما يبلغ ارتفاعها عادةً ما بين 14 و16 يدًا. وتتميز ببنية عظمية مختلفة عن غيرها من السلالات، بالإضافة إلى عضلات مسطحة تمنحها مظهرًا فريدًا مقارنةً بخيول ذات صدور عميقة.
ورغم مظهرها الخارجي، فإن خيل أخال تيكي يفاجئ الكثيرين بقدرته على الركض بسرعة فائقة. إلا أن ذكاءه الفريد وتصرفاته النشيطة تجعله غير مناسب للمبتدئين في عالم الفروسية. وباعتباره إحدى أسرع وأجمل سلالات الخيل على وجه الأرض، يُعد خيل أخال تيكي من السلالات النادرة والمميزة.

2-خيل الثوروبريد
تُعتبر خيول الثوروبريد مزيجًا رائعًا بين الخيل الإنجليزي الأصيل والخيل العربي الأصيل. اللون البني هو الأكثر شيوعًا لهذه السلالة، بينما تُعد الخيول البيضاء نادرة للغاية.
تُهيمن هذه السلالة على سباقات الخيل العالمية وتُعتبر واحدة من الأسرع على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، حقق الحصان “Winning Brew” الرقم القياسي لأسرع خيل في العالم عام 2008 خلال سباق في الولايات المتحدة، حيث وصلت سرعته إلى أكثر من 70 كم/ساعة.
ترجع جذور خيول الثوروبريد إلى أواخر القرن السابع عشر في بريطانيا العظمى، حيث كانت سباقات الخيل شائعة في ذلك الحين. وكان مربّوها يركزون على اختيار السمات التي تعزز السرعة والقوة للحصول على خيل مثالي للسباقات. السلالة نتجت عن تهجين ثلاثة خيول عربية أُطلق عليها أسماء أصحابها الأصليين، رغم أنها لم تُربَ أساسًا كخيول سباق. يتراوح ارتفاع خيول الثوروبريد بين 1.5 و1.7 متر، كما يتراوح وزنها بين 453 و540 كجم. وتُصنف ضمن فئة الخيل ذات الدم الحار، التي تتميز بجرأة وقوة وعناد يصعب التعامل معها أحيانًا.
تدريب خيول الثوروبريد يمثل تحديًا كبيرًا لكنه يستحق الجهد؛ فمن خلال التدريب الصحيح، يمكن أن يتحول أحد أفراد هذه السلالة إلى واحد من أفضل وأسرع خيول السباق بالعالم. أما بالنسبة لأسعارها فتتراوح في المتوسط بين 100 ألف و300 ألف دولار، ولكن بعض الأبطال من هذه الفئة وصلت أسعارهم إلى مبالغ فلكية، تخطت حاجز 40 مليون دولار في حالات نادرة.

3-خيل الكوارتر الأمريكية
تُعتبر سلالة الكوارتر الأمريكية من أبرز وأشهر السلالات في أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى كونها واحدة من أقدم السلالات وأكثرها شعبية على مستوى العالم. تتميز بسرعتها الفائقة في المسافات القصيرة، إذ تنحدر هذه السلالة من تهجين خيول إنجليزية وإسبانية مع خيول محلية كانت موجودة في المستعمرات الأمريكية بالقرن السابع عشر.
يبلغ طول خيل الكوارتر الأمريكي ما بين 1.4 متر و1.6 متر، ويتراوح وزنه من 430 كجم إلى 540 كجم. تُصنف هذه السلالة على رأس قائمة أسرع الخيول عالميًا حيث تصل سرعتها إلى 88 كم/ساعة، ويبلغ متوسط سعرها حوالي 8 آلاف دولار. أما الخيول المدربة المتخصصة في الأنشطة الفروسية العالمية، فتتراوح أسعارها ما بين 25 ألف دولار و100 ألف دولار، بينما تفوق أرقام الخيول البطلة هذه الحدود بكثير.
يجمع خيل الكوارتر الأمريكي بين الصفات المميزة للخيل البريطاني الأصيل والخيل الأمريكي، مما يمنحه سرعة استثنائية تصل إلى 65 كم/ساعة في سباقات العدو. كما يتمتع بمهارات متعددة تشمل ركوب الممرات، الترويض، قفز الحواجز، الأعمال الزراعية، إلى جانب مشاركته في مختلف مجالات الفروسية. يتراوح وزنه الكامل بين 950 و1200 رطل (430 إلى 545 كجم)، ويبلغ ارتفاعه بين 14 و16 يدًا عند النمو التام. يُعتبر خياراً مثالياً لفروسيات المستويات كافة بفضل ولائه وتعدد استخداماته.
في المقابل، تمثل الخيول الأصيلة نتيجة تهجين بين الخيول الإنجليزية والعربية الأصيلة، مما ينتج سلالة فائقة تجمع بين أفضل المزايا، وهي الآن أحد أهم خيول السباق في عصرنا. يصل طول الخيل الأصيل إلى 157-173 سم ووزنه من 450 إلى 590 كجم، مع انتشار واسع للون البني كأكثر ألوان السلالة شيوعًا، بينما تعد السلالات البيضاء نادرة جدًا.

4-الخيل العربي الأصيل
تحتفظ الخيل العربية الأصيلة بمكانة مميزة بوصفها أنقى وأعرق سلالة خيل موجودة حاليًا، إذ تتميز بسمات فريدة تجمع بين السرعة والقوة والصبر والتحمل. نشأت هذه السلالة في بيئات قاسية حيث أظهرت قدرة مذهلة على التأقلم. تُعد الخيل العربية من فئة الخيول خفيفة الوزن وتشمل معها سلالات أخرى مثل الأندلسية والمورجان والأبالوس في الولايات المتحدة.
يتراوح طول الخيل العربي الأصيل بين 142 و165 سم، بينما يزن ما بين 350 و450 كجم. تُعرف هذه السلالة بطبيعتها القوية ومزاجها الحاد، مما يجعلها غير مناسبة للمبتدئين رغم ولائها الملحوظ لأصحابها.
يعود الموطن الأصلي للخيل العربية الأصيلة إلى الشرق الأوسط، خاصة شبه الجزيرة العربية وسوريا، وتشير الدراسات الجينية إلى أن أصولها تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد. وعلى صعيد الأداء، تسجل هذه السلالة إنجازات متميزة في سباقات المسافات الطويلة بفضل قدرتها العالية على التحمل، مع سرعة تصل إلى نحو 60 كم/ساعة، مما يجعلها تتفوق على العديد من السلالات الأخرى في هذا المجال.

5-الخيل الإنجليزي الأصيل
يُعَدّ الحصان البريطاني الأصيل واحدًا من أسرع الخيول في العالم، حيث تم تطوير هذه السلالة خصيصًا لسباقات السرعة. وقد تم تهجين هذه الخيول مع سلالات أخرى، مثل الخيول العربية الأصيلة، بهدف تحسين القدرات الوراثية لكلا النوعين. وتتميز الخيول البريطانية بحجمها الكبير، إذ يصل ارتفاعها إلى حوالي 162 سم، بينما يتراوح وزنها بين 500 و600 كجم.
أما فيما يتعلق بأسعار الخيول البريطانية المدربة، فتبدأ من مئات الآلاف من الدولارات وقد تصل في بعض الحالات إلى ملايين الدولارات.
الموطن الأساسي لهذه السلالة هو إنجلترا، حيث تم تطويرها وانتشرت لاحقًا في مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
من ناحية السرعة، تقدم هذه السلالة أداءً مميزًا في سباقات السرعة القصيرة، حيث يمكنها بلوغ سرعة تصل إلى 70 كم/ساعة. ومع ذلك، فإن قدرتها على التحمل أقل عند مقارنتها بخيول أخرى، مما يجعل أدائها يتراجع في سباقات المسافات الطويلة.

6-خيل ستاندرد بريد الأمريكية
تتميز خيول ستاندرد بريد الأمريكية بقدرتها على الأداء الجيد في مجموعة متنوعة من الأنشطة التنافسية مثل سباقات العدو، القفز الاستعراضي، سباق البراميل وغيرها. وعلى الرغم من أنها ليست بنفس سرعة الخيول الأصيلة، إلا أنها تُعدّ سريعة للغاية وممتعة في الركوب.
تمتاز هذه السلالة بالذكاء وسهولة التعامل، مما يجعلها خيارًا جيدًا للفرسان المحترفين والهواة على حد سواء. يبلغ وزنها بين 800 و1200 رطل (حوالي 360 إلى 540 كجم)، ويصل ارتفاعها ما بين 14 و17 يدًا، مما يجعلها خيلاً متوسط الحجم.

من ناحية الشكل، تشترك خيول ستاندرد بريد في بعض المزايا مع سلفها الأصيل، فإذا كانت قامتُها ليست طويلة بشكل ملحوظ، فإن أجسامها الممتدة ورؤوسها المصقولة تعطيها مظهرًا أنيقًا. كما تتمتع برقبة متوسطة الحجم وأرباع قوية العضلات. وأرجلها الخلفية متناسقة بشكل جيد مع بقية الجسم، وتميل الأفراد من هذه السلالة إما للهرولة أو السرعة.
تمتاز هذه الخيول بألوان متعددة يغلب عليها اللون البني والأسود. وقد تم استيرادها إلى أمريكا للمرة الأولى عام 1788م. كما كان لنورفولك تروتر تأثير كبير على تطوير هذه السلالة في مراحلها الأولى. أما الحصان هامبلتونيان 10، المولود في مقاطعة أورانج بنيويورك في 5 مايو 1849م، فهو يُعتبر المؤسس المعترف به لهذه السلالة. وقد أسهم هامبلتونيان بشكل كبير في ظهور عائلة من الخيول التي تفوقت على منافساتها، حيث تنحدر أكثر من 90% من خيول ستاندرد بريد الحديثة من نسله المباشر.
Comments are closed.