هل القطط بركة في البيت؟.. لا شك أن هذا الموضوع من الموضوعات التي يكثر السؤال عنها، خصوصًا مع انتشار تربية القطط في المنازل، كما أن هذا يرتبط باعتقاد شائع عند كثير من الناس، ومن الجدير بالذكر أنه في الإسلام وردت قصة عن امرأة دخلت النار بسبب قطة، وهو ما يدل على مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بالحيوانات.
هل القطط بركة في البيت؟
أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر أنه يجوز تربية القطط في المنزل، ولا يوجد أي مانع شرعي في ذلك، لأن القطط ليست ضارة ولا نجسة. وقد وردت في شأنها أحاديث نبوية شريفة، منها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات”، وهذا الحديث رواه الترمذي والنسائي، وصححه الترمذي.
أما عن كون القطط بركة في البيت، فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”، وهذا الحديث في صحيحي البخاري ومسلم.
ويُذكر أيضاً أن الصحابي الجليل المعروف بأبي هريرة قد نال كنيته واشتهر بها نظراً لتعاطفه مع القطط وحرصه على اقتنائها.
هل القطط تمنع دخول الملائكة؟
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تربية القطط لا تعتبر مكروهة طالما يقوم الشخص بالعناية بها ويحسن معاملتها، كما أشار إلى أن وجود القطط في المنزل لا يشكل عائقًا أمام دخول الملائكة.
هل لمس القطة يبطل الوضوء؟
وفي هذا الجانب، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن نواقض الوضوء معروفة ومحددة، وأبرزها خروج شيء من السبيلين، النوم، ولمس المرأة وفق بعض المذاهب. ومع ذلك، أكد أن لمس القطة ليس من نواقض الوضوء، حتى لو كان الحيوان المتعلق نجسًا، مع الإشارة إلى أن القطة ليست كذلك. وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها “من الطوافين عليكم والطوافات”، مما يدل على طهارتها. لذلك، فإن لمس القطة أو تواجدها على سجادة الصلاة أو ملامستها لملابس المصلي لا يفسد الوضوء.
وأضاف الشيخ أنه في حالة قضاء القطة حاجتها على سجادة الصلاة، فإن الجزء الذي أصابته النجاسة فقط هو ما يجب غسله وتنظيفه.
فوائد تربية القطط في المنزل
القرآن الكريم يبرز مكانة الحيوانات ويؤكد تكريمها ودورها بجانب الإنسان في هذه الحياة. ففي سورة النحل، يوضح الله تعالى قدرته في خلق السماوات والأرض، ثم يتحدث عن خلق الإنسان ويليه بذكر الحيوانات. يقول الله تعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ.
استنبط العلماء من هذه الآيات الكريمة عدة أمور تخص الحيوانات، أبرزها الارتباط الوثيق بينها وبين الإنسان، مما يمنحها حرمة ومكانة خاصة. كذلك أشاروا إلى أن الحيوانات تأتي في المرتبة الثانية بعد الإنسان من حيث التفوق على باقي المخلوقات، نظراً لما تتمتع به من قدرات حسية وعقلية بالإضافة إلى الغريزة. كما تضمنت الآيات توجيهاً واضحاً لتوسيع نظرة الإنسان تجاه الحيوانات بحيث لا تقتصر على فوائدها المادية كالمأكل والمشرب والملبس، بل تشمل التقدير المعنوي لها لما تحويه من جمال يستدعي الإحسان إليها والرفق في التعامل معها.
Comments are closed.