جدري الحمام.. أسبابه وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه
يعد مرض جدري الحمام من أبرز الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب الحمام بشكل شائع، خاصة خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، كما يؤثر المرض على الحمام في مختلف الأعمار، لكنه يظهر بصورة أكثر حدة لدى الزغاليل الصغيرة حديثة الفقس.
مسبب مرض جدري الحمام
يعتبر جدري الحمام من الفيروسات شديدة المقاومة، حيث يمكنه تحمل درجات حرارة تصل إلى حوالي 60 درجة مئوية، يتميز هذا الفيروس بعناده ومقاومته الشديدة للمطهرات والجفاف.
فعلى سبيل المثال، إذا تمت إزالة حبيبة من جلد طائر مصاب وتركت لتجف، فإن الفيروس يظل نشطًا وقادرًا على إصابة الطيور التي تتعرض له، كما أن فيروس الجدري يبقى في الأماكن المصابة لفترات طويلة قد تمتد لسنوات، خاصة في بقايا الزرق الجاف.
طرق العدوي بجدرى الحمام
تنتقل العدوى بين الحمام بعدة طرق، كالتالي:
أولاً: من خلال الملامسة المباشرة، سواء في حالة التشاجر أو عند التلامس بين الحمام المصاب والسليم. يحمل الفيروس كميات كبيرة على شكل بثور تنتشر على الجلد أو داخل الغشاء المخاطي للفم والبلعوم. مع مرور الوقت، تتحول هذه البثور إلى اللون البني وتصبح صلبة.
ثانياً: يمكن أن تحدث العدوى بشكل غير مباشر عبر المياه الملوثة المشتركة التي يشرب منها الحمام، أو من خلال الفرشة الملوثة التي يستخدمها عدد كبير من الطيور.
إضافةً إلى ذلك، يلعب البعوض دوراً رئيسياً في فصل الصيف بنقل العدوى. حيث يقوم بلدغ الأجزاء المكشوفة من أجسام الزغاليل وينقل الدم الملوث من طائر إلى آخر، مما يساهم في انتشار جدري الحمام عن طريق النقل الميكانيكي.
أعراض مرض جدري الحمام
توجد عدة أشكال لأعراض المرض، وهي:
1. الشكل الجلدي (الجاف):
يظهر في المناطق الخالية من الريش أو الزغب على جسم الطائر (مثل حول العين، الأرجل، فتحة المجمع، أو منطقة المنقار) ويتجلى على هيئة بثور أو حبيبات صفراء اللون.
2. الشكل الدفتيري (الرطب):
يتمثل بظهور غشاء أبيض أو أصفر فاتح يتشكل على الطبقات المخاطية للفم والبلعوم، وفي الحالات المتقدمة قد يتسبب في صعوبة بالبلع أو يؤدي إلى اختناق الطائر.
3. الشكل المختلط:
يتضمن ظهور الشكل الجلدي الجاف والدفتيري الرطب معاً في الطائر نفسه.
العلاج وطرق مقاومة المرض
حرق الطيور النافقة، وعزل الطيور المصابة، والحد من دخول الزوار إلى المكان، مع الاهتمام بتعقيم الأدوات وتطهير مساكن الحمام باستخدام مطهرات فعّالة. ينبغي أيضًا إزالة الحبيبات والبثور الموجودة على الجلد أو الأغشية المخاطية، مع تطبيق صبغة اليود بتركيز يتراوح بين 3% إلى 5% يوميًا على المناطق المصابة.
يُوصى بإضافة فيتامين A إلى الماء أو الغذاء لأنه يُساهم في الحفاظ على وظائف جهاز المناعة، وهو ضروري لصحة الخلايا الطلائية والأغشية المخاطية. كذلك، يمكن استخدام برمنغنات البوتاسيوم كمادة مطهرة لماء الشرب بمعدل 1:10000.
أما في حال وجود عدوى بكتيرية ثانوية، فمن المناسب استخدام الحقن بمضاد حيوي مثل سبيكتينومايسين لعلاج الطيور المصابة.
طرق الوقاية
أهم طرق الوقاية تشمل التحصين، حيث يُستخدم لقاح جدري الحمام بالطريقة التالية: يتم تحصين الحمام الصغير في عمر 6 إلى 12 أسبوعًا، أما الحمام البالغ فيُحصّن قبل 4 أسابيع من التزاوج ووضع البيض، إذ تستكمل المناعة بعد التحصين خلال 4 أسابيع وتستمر لمدة عام كامل. يُكرر التحصين سنويًا للحفاظ على الحماية.
يتم إعطاء اللقاح باستخدام أدوات خاصة مثل الإبر التي تُغمس في اللقاح وتُوخز في الجناح، أو باستخدام فرشاة خشنة بعد نزع من 6 إلى 10 ريشات من الجهة الخارجية للفخذ، ثم تدليك المكان بالفرشاة المبللة باللقاح.
تظهر علامات التحصين الإيجابية بعد حوالي 5 إلى 10 أيام، متمثلة في احمرار منطقة التحصين، وهو دليل على نجاح العملية.
كما تشمل الإجراءات الوقائية الأخرى القضاء على البعوض والحشرات، ومنع إدخال طيور جديدة مصابة إلى مساكن الحمام.
ومن المهم أيضًا تحسين تهوية المسكن بشكل جيد وتجديد مياه الشرب باستمرار. يجب منع الحمام من التبرز على الطعام أو المياه عبر استخدام أوعية مصممة للسماح للطائر بإدخال رأسه فقط للحصول على الغذاء أو الشراب، كما يجب المحافظة على جفاف ونظافة المسكن بانتظام لتجنب إصابة الزغاليل حديثة التفقيس بالجدري.
Comments are closed.