الأسماك السامة هي فصائل متنوعة تشكل خطراً كبيراً على الإنسان، مما يجعل الابتعاد عنها أمراً ضرورياً، ولهذا السبب يُوصى بعدم تناول هذه الأنواع مطلقاً نظراً لتأثيرها السلبي على الصحة العامة.
أنواع السمك السام
شهد البحر المتوسط في العقود الأخيرة توافد أنواع غير مألوفة من الأسماك نتيجة للتغيرات المناخية، وتشمل هذه الأنواع بعض الأسماك المعروفة بسمّيتها للبشر، حيث قد يؤدي تناولها أو حتى ملامستها إلى الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة في بعض الحالات، ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:
سمكة القراض أو الأرنب
تعيش في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتُعتبر من الأسماك شديدة الخطورة التي تنتشر بشكل كبير على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. تُهدد الثروة السمكية نظرًا لأنها تلتهم الأسماك الصغيرة، كما يجب التنبيه إلى عدم استخدامها كطعام للحيوانات، إذ لا يمكن التخلص من سمها بأي وسيلة معالجة. للأسف، تُباع أحيانًا في أسواق السمك.
تشبه هذه السمكة بعض أنواع أسماك الفراشة، إلا أنها تتميز بفم مدبب على عكس أسماك الفراشة ذات الفم البارز نسبيًا. تنتفخ عند الشعور بالخطر وتُعتبر من أخطر الأسماك بسبب احتوائها على سم يُعرف بـ”تيترودوتوكسين”. يمكن أن تسبب الوفاة خلال ثلاث ساعات فقط عند تناولها، إذ إن كمية صغيرة من هذا السم تكفي لقتل 100 شخص في وقت قصير. تتراكم المادة السامة في أسنان السمكة نتيجة لتناولها طحالب خضراء سامة، كما توجد السموم في مناطق متعددة منها الجلد، الأحشاء، الخياشيم، المناسل، النخاع، والكبد، حيث يُعد كبدها شديد السمية. اللافت أن السموم ليست موجودة في لحم السمكة نفسها.
أعراض التسمم تبدأ بارتخاء العضلات والمفاصل، إلى جانب الغثيان والصداع. وفي الحالات الشديدة قد يؤدي التسمم إلى غيبوبة تامة ثم الوفاة. ينبغي التحذير رسميًا الصيادين من صيد تلك السمكة التي تُعرف بـ”القاتلة”، وفرض العقوبات القانونية على المخالفين، حيث يُطلق عليها اسم “سمكة الأرنب” بسبب تشابه رأسها مع رأس الأرنب، فيما تُعرف بـ”القُراض” بسبب أسنانها الحادة التي تقطع شباك الصيد بسهولة.
سمكة العقرب
تعيش في المنطقة الغربية من البحر الأبيض المتوسط وتُباع أحيانًا في الأسواق العامة. توجد أيضًا في البحر الأحمر وخليج العقبة، حيث تعيش في المناطق الصخرية التي تحتوي على الأعشاب والشعاب المرجانية. السم الخاص بهذه السمكة يكمن تحت أشواكها، حيث يتم إفرازه بغدد سامة موجودة تحت الجلد.
سمكة القط
تسكن المناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط وتُعرض للبيع في بعض الأسواق العامة. تحتوي على سم موجود تحت شوكتها الصدرية القريبة من الزعنفة.
سمكة البالون أو النفيخة
تنتشر بكثرة في المناطق الساحلية للبحر الأحمر. تُعد من الأسماك الخطيرة التي تنتفخ عند إحساسها بالخطر لتأخذ شكل البالون. تُعرف بمسميات مختلفة مثل “النفيخة” نسبةً لطريقتها الدفاعية. السم موجود في جلدها وأحشائها الداخلية.
هذه السمكة يمكن الاستفادة منها في التحنيط أو استخدام سمومها كبديل علاجي للأفيون لأغراض التخدير. هناك صيادون ماهرون يستخرجون أحشائها ويقومون بتحنيطها ثم تحويلها إلى أشكال مضيئة عبر وضع مصابيح داخل بطونها المفرغة، مما يجعلها عنصر ديكور جذابًا في المطاعم البحرية.
تشير بعض الدراسات إلى أن كميات صغيرة جدًا من سم هذه السمكة تدخل ضمن تركيبات مواد بوليمرية بطيئة الانتشار، حيث تُستخدم لحجب قنوات الصوديوم المسؤولة عن إرسال إشارات الألم إلى الأعصاب. وقد توصل الباحثون لتحديد الجرعة المثالية من تلك السموم بعد تجريب مركبات مختلفة لتحقيق نتائج علاجية فعالة وبأقل مستوى سمية ممكن.
سمكة دجاجة البحر
تنتشر هذه السمكة في البحر الأحمر وخليج العقبة وتشتهر بألوانها الجذابة ومظهرها المميز. لديها القدرة على التخفّي بفضل لون جسدها المخطط وشكلها الذي يمنحها تمويهًا طبيعيًا. تحتوي على سم متمركز أسفل أشواك ظهرها.
Comments are closed.