د أسماء السيد تكتب: الإسهال فى الأغنام وطرق الوقاية والعلاج
باحث بكتيريولوجي – قسم المعامل الفرعية – معمل سوهاج الفرعي – قسم البكتيريولوجى -مركز البحوث الزراعية
الإسهال عند الأغنام واحد من الأعراض المرضية التي تحدث بكثرة في المراحل العمرية المُبكرة، حيث الصغير لايزال يعتمد على الرضاعة من الأم، وهو ما يستدعى إتباع عدد من التوصيات الفنية للخروج من هذه المشكلة بأقل الخسائر علاوة على ضرورة تعديل شكل العليقة المُقدمة بما يُعجل بالشفاء. و لا يمكن معرفة السبب من شكل قوام ورائحة الاسهال، بل يتم ذلك بالتحليل الميكروبى.
أسباب الإسهال في الأغنام
مسببات الاسهال متعددة فمنها البكتيري، الفيروسي، الطفيلي أو سبباً غذائياً. الإسهال في الحملان الصغيرة، هو الأكثر خطورة و تكلفة لتعدد أسبابه، لكن الايشيريشيا كولاى و السالمونيلا لا يزالان المسبب الرئيسى لحدوث الاسهال في عذه الاعمار. اما عن القطعان الكبيرة و البالغة فالإسهال قليل الحدوث بالمقارنة بالحملان ومن أهم مسبباته الطفيليات المعوية، الكوكسيديا، نقص المناعة، أو تناول مادة سامة مع العليقة، ونادراً ما يحدث إسهالاً في القطعان التي تربى على الرعي.
وتنقسم أسباب الإسهال إلى:
أولا: أسباب معدية
أ) بكتيرية مثل الايشيريشيا كولاى, السالمونيلا والكلوستيريديم بيرفرينجنز، الايشيريشيا كولاى: ميكروب انتهازى، نشط فى الظروف البيئية السيئة وضعف الرعاية، ويمكن عزله من الحملان الصغيرة في عمر1- 10 أيام، أو أقل، و يتميزبسرعة الانتشار.
ومن الأعراض المصاحبة للإسهال نزول اللعاب بوفرة من فم الحملان، وفى هذه الحالات يجب اعطاء الحملان المصابة بعض السوائل التي تحتوى على فيتامينات، وأملاح معدنية لتعويض ما يفقده الحيوان من جسمه والمضادات الحيوية اللازمة، وإعطاء الأغنام المصابة لقاح الايشيريشيا كولاى قبل الولادة لزيادة مناعة الأجنة قبل الولادة، كذلك سلفات النيومايسين عن طريق الفم لوقف تقدم الحالة وانتشارها و كمية كافية من لبن السرسوب لتقليل حدوث العدوى.
السالمونيلا: تسبب الإسهال في كل الأعمار، حيث أن الحملان في الأسبوع الأول تنفق دون ظهور أعراض واضحة وفى الأسابيع التالية نلاحظ الاسهال، ويجب سرعة لعلاج الحملان المصابة، حيث أن السالمونيلا شديدة العدوى وسريعة الانتشار.
الكلوستيريديم بيرفرينجنز: تصيب الحملان الكبيرة، وتسبب الاسهال خاصة النوع (D) الذى يسبب إسهالاً ثم أعراضاً عصبية قبل الموت مباشرة والعلاج في هذه الحالة نادراً ما يعطى نتيجة و يتمثل في اعطاء الحملان المصابة سوائل تحتوى على أملاح و فيتامينات و مضاد لسموم الميكروب (الانتى توكسين). اما عن النوع (C) من الكلوستيريديم بيرفرينجنز فهو يصيب الحملان حديثة الولادة في الأسبوعين الأولين، ويتميز بالإسهال المدمم، وإلتهاب الأمعاء النزفى وللوقاية يتم تحصين الأمهات قبل الولادة بثلاثة أسابيع، ثم تحصين الصغار، بالإضافة إلى إعطائها كمية كافية من لبن السرسوب والانتى توكسين.
ب) فيروسية مثل فيروسات روتا و كورنا حيث تسبب إسهالاً في العمر من 2-14 يوماً، مع ضعف وهزال الحملان وعلاجه يكون بإعطاء أدوية لزيادة المناعة و فيتامينات و أملاح معدنية ومحاليل و تحصين الأمهات قبل الولادة.
ج) طفيليات مثل: الكربتوسبوريديا Cryptosporidium parvum وهي تسبب إسهالاً مشابهاً للإسهال الناتج عن الإصابة بفيروس الروتا في عمر من 5-10 يوم ويكون الإسهال غالباً ذي لون أصفر وأكثر سيولة.
ولا يوجد علاج فعال ضد الكربتوسبوريديا بل الوقاية عن طريق تطهير العنابر بالأمونيا والفورمالين وإعطاء الحملان كميات كافية من لبن السرسوب.
الكوكسيديا تسبب الإسهال في الحملان الكبيرة ، حيث أن الإصابة بالكوكسيديا في العمر الصغير (1:4 شهور) تؤدى إلى ضعف مناعة الحملان وعدم مقاومتها للأمراض في العمر الكبير.
الجيارديا Giardia تسبب إسهالاً في مراحل العمر الصغيرة مع نزول الحويصلات في البراز مما يسبب عدوى لباقي أفراد القطيع ويتم علاجها بعقار الفينبندازول Fenbendazole شراب.
ثانيا: أسباب غير معدية
وهى كثيرة ومتعددة مثل: الديدان المعويةHaemonchus contortus, Ostertagia
circumcincta,Trichostrongylus, Coopera sp. and Nematodirus sp.
وللوقاية من الإصابة بالديدان المعوية يجب إعطاء الحملان عليقة نظيفة وتكثيف الرعاية علاج الحملان المصابة بمضادات للديدان.
ثالثا: إسهال غذائى
ونلاحظ ذلك في الحملان التي تعطى كميات من لبن السرسوب غير محسوبة أو ملوثة، أو علائق تفوق معدلاتها المطلوبة للتغذية أو علائق غير المعتاد تقديمها لها أو تحتوى على كمية مياه زائدة، وعموماً فان الحمل يحتاج إلى 2.5% من وزنه عليقة جافة يومياً.
كما ان إعطاء علائق خضراء بها كمية كبيرة من الماء قد تسبب إسهالاً وفقدان الحمل الكثير من السوائل والأملاح، مما يؤدى إلى إصابته بالجفاف والنفوق، ونلاحظ الإسهال بعد تغير نوع العليقة، أو الفطام، أو النقل والترحال، والعلاج في هذه الحالة هو إعطاء الحملان المصابة كمية من السوائل التعويضية وأدوية مضادة للكوكسيديا مع تحسين الظروف البيئية لمنع تكرار العدوى.
رابعا: الإسهال الناتج عن حموضة الكرش
وهى ناتجة عن استهلاك كمية كبيرة من الحبوب أو المركزات والتي تحدث تغيراً في درجة حموضة الكرش، وتؤثر على البكتيريا المسؤولة عن هضم الألياف والموجودة به وموتها، بالإضافة الى إلتهاب الكرش وتتمثل الأعراض في امتناع الحملان عن الأكل والهبوط، و انتفاخ بالكرش، وإسهال، وأحياناً النفوق، ويتم التغلب عليها بإعطاء الحيوان علائق تحتوى على ألياف، وإدخال العلائق المركزة والحبوب تدريجياً لإعطاء الكرش فرصة للتأقلم معها.
ملحوظات هامة فى علاج الإسهال:
1- لابد من معرفة أسباب الإسهال قبل البدء في العلاج للوقوف على العلاج المناسب.
2- إذا كان هناك ارتفاع في درجة حرارة الحيوان لابد من إعطائه أدوية خافضة للحرارة.
3- إعطاء الحيوانات المصابة فيتامينات، وبعض المحاليل التعويضية وأيضاً يمكن إعطاء بعض البروبيوتك لتنشيط الكائنات الدقيقة بالكرش وتحسين الهضم.
4- تجريع الحملان و الأغنام أدوية للديدان المعوية كل 4-6 أشهر.
5- مسببات الإسهال يمكن أن تنتقل إلى الإنسان لذلك يجب اتباع اجراءات الامن و الأمان الحيوي في المزارع.
المراجع
- Herrera-Luna, C., Klein, D., Lapan, G., RevillaFernandez, S., Haschek, B., SommerfeldStur, I., Moestl, K. & Baumgartner, W. (2009). Characterization of virulence factors in Escherichia coli isolated from diarrheic and healthy calves in Austria shedding various enteropathogenic agents. Veterinarni Medicina 54: 1-11.
- Luchs, A. & Timenetsky Mdo, C. (2016). Group A rotavirus gastroenteritis: postvaccine era, genotypes and zoonotic transmission. Einstein (Sao Paulo) 14(2): 278-87.
- Osman, K.M., Mustafa, A.M., El hariri, M. & Abdel Hamed, G.S. (2013). The distribution of Escherichia coli serovars, virulence genes, gene association and combinations and virulence genes encoding serotypes in pathogenic E. coli recovered from diarrhoeic calves, sheep and goat. Transboundary and Emerging Diseases 60(1): 69-78.
- Sayah, R.S., Kaneene, J.B., Johnson, Y. & Miller, R. (2005). Patterns of antimicrobial resistance observed in Escherichia coli isolates obtained from domestic- and wild-animal fecal samples, human septage, and surface water. Applied and Environmental Microbiology 71(3): 1394-404.
Comments are closed.